(غَابَتْ وأبقت شُعاعاً مِنْهُ يَخلفُها ... كَأَنَّهَا اخترقَت بالماءِ فِي الغَرَق)
(وللهلال فهَل وافى لينقذها ... فِي إثرِها زورقاً قد صِيغَ من وَرق)
وَقَالَ
(يَا حُسنَ وجهِ البحرِ حينَ بدا ... والسُحبُ تَهطَل فَوْقه هَطلا)
(فكأنَّه دِرعٌ وَقد مَلأَت ... أَيدي الرُماةِ عيونَه نَبلا)
وَقَالَ
(مَرّ بِيمُناه على طاره ... يلمسهُ أحسنَ مَا لمسِ)
(وواصلَ النَّقرَ على إصبعٍ ... تُغنيه لَو شَاءَ عَن الخمسِ)
(فحدِّثوا عَن قمرٍ مُشرقٍ ... يلعَب بالبَرق على الشَّمْس)
وَقَالَ
(وأدهم كالغرابِ سَواد لونٍ ... يطير مَعَ الرِّيَاح جَناحُ)
(كَسَاه الليلُ شملتَه وولَّى ... فقبّل بَين عَيْنَيْهِ الصباحُ)
وَقَالَ
(جحَدتُ الْهوى عَن العواذل ضِنَّةً ... عَلَيْهِم بِمن أَصبُو إِلَيْهِ وأهوا)
(وَلَو قلتُ إِنِّي عاشقٌ فظِنوا بِهِ ... لعلمهم أَن لَيْسَ يُعشَقُ إِلَّا هُوَ)
وَقَالَ
(خيلانه فِي خَدّه ... خيل بميدان الْقِتَال)
)
(فَكَأَنَّهَا وَكَأَنَّهُ ... ساعاتُ هجرٍ فِي وصال)
وَقَالَ يصِفُ الحُمَّى
(وبغيضةٍ تَدْنُو وَمَا دُعيَت ... فَتبيتُ بَين الخِلب والكَبِد)
(يصبو الفؤادُ لِبعدِها فَإِذا ... ولّت بكاها سائرُ الْجَسَد)
وَقَالَ
(وَلَو لم أشاهد مِنْهُ جُودَ يَمِينه ... وحُدِّثتُ عَن إفراطها خِلتُه كذِبا)
(خِصالا رأيناها نجوماً مُنيرةً ... عُلاه لَهَا فَلَا عَدِمَتْ غَربا)
وَقَالَ يصف صيادا بِشَبَكَةٍ
(وأشعثَ مثل أهلِ النَّار ثاوٍ ... بِأخضرَ كلُّ وَسطٍ مِنْهُ جَنَّة)