فَكتب الْوراق الْجَواب
(لَو قلتَ فِي من قد نُعِيَ ... مَاتَ لصدَّقتُك فِي)
(وكل باغٍ كَالَّذي ... يَبغي رهينُ التَلَف)
(ألغزتَ اسمِ طائرٍ ... فِي الأَرْض عنّا مَا خَفي)
(يَفحَصُ فافحص عَنهُ يَا ... ربَّ الْفُنُون تعرف)
(وَهُوَ لعَمري فِي السما ... ء يُقتفَى ويَقتفي)
وَكتب النصير إِلَى الْوراق وَعِنْده أَحْمد الزجّال
(عندنَا من غَدا بحبك مُغرىً ... وَله فِيك عِشقةٌ وإغرامُ)
(موصلِليٌ يَهوَى المِلاحَ إِذا مَا ... جَاءَ صُبحُ اللِّحى وولّى الظلام)
(فَهُوَ لَا يبتهي عَن الشيب بالشي ... ب فَمَاذَا تَقول يُجدي المَلام)
(لَا يسلى مِنْهُ الفؤادُ نِدامٌ ... عَن حبيب وَلَو تغنَّى الْحمام)
(لَو تبدّى لِعينه ابنُ ثَمَانِي ... ن غَدا وَهُوَ عاشقٌ مستهام)
(يَستَبِينهِ من العيونَ بَياضٌ ... وَمن الألعَس الِشفاه ابتسام)
(قِرَّ عَيناً وطِب فَديتُك نفسا ... عِنْده أَنْت أَنْت بَدرٌ تَمام)
فَكتب الْوراق الْجَواب
(حبذا مِن بَنَات فكرِك عَذرا ... ء لَهَا من فتيقِ مِسكٍ خِتامُ)
)
(خِلتُ ميمَ الرويّ فاها وَقد ضَاقَ ... وَمن ذَاق قَالَ فِيهِ مُداد)
(وَلها من عُقُود لفظِك ... حَليٌ لم يَجز مثل دُرِّه النظَّام)
(أذكرَت بالشبابِ عَيْشًا خليعاً ... نَبتُ فَودَيهِ بعد آسٍ ثُمام)
(كَيفَ لَا كَيفَ لَا وَلم أرَ صَعباً ... قطّ يَأْبَى الإ وَأَنت زِمَام)
(وَمِمَّا فِيك من تأت ولطف ... أَنا شَيخٌ للموصليّ غُلام)
(فهوَ نعمَ المولَى ونَعمَ النصيرُ ال ... مرتَضى أَنْت صاحباً وَالسَّلَام)
وَكتب النصير إِلَى الْوراق ملغِزاً فِي كُنافة
(يَا وَاحِدًا فِي عصره بمصرِه ... وَمن لَهُ حسن السَّناء والسَنا)
(تعرف ليّ اسْما فِيهِ ذوقٌ وذكا ... حُلو المُّحّيَّا والجَنانِ والجَنى)
(والحلّ وَالْعقد لَهُ فِي دَسته ... ويجلِس الصَدرَ وَفِي الصدرِ المُنى)
(إِن قيل يَوْمًا لذاك كنيةٌ ... فقُل لَهُم لم يخلُ ذَاك من كُنَى)