للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والى الْفضل بن الرّبيع لما قَالَ عَليّ // (من المنسرح) //

(يَا ريح مَا تصنعين بالدهن ... كم لَك من منظر حسن)

(محوت آثارها وأحدثت آثارا ... بِربع الحبيب لم تكن)

(إِن تَكُ يَا ربع قد بَكَيْت من الرّيح ... فَإِنِّي باك من الْحزن)

(قد كَانَ يَا ربع فِيك لي سكن ... فصرت إِذْ بَان بعده سكني)

(شبهت مَا أبلت الرِّيَاح من أثار ... حَبِيبِي النائي بلَى بدني)

(يَا ريح لَا تظلمي الرسوم وَلَا ... تمحي رسوم الديار والدمن)

(حاشاك حاشاك أَن تَكُونِي على العاشق ... عونا لحادث الزَّمن)

كثر النَّاس فِيهِ وغناه عَمْرو الغزال فَقَالَ أَبُو مُوسَى الأعمس // (من الْبَسِيط) //

(يَا رب خذني وَخذ عَليّ وَخذ ... يَا ريح مَا تصنعين بالدمن)

(عجل إِلَى النَّار بِالثَّلَاثَةِ وَالرَّابِع ... عَمْرو الغزال فِي قرن)

ثمَّ نَدم وَقَالَ هَؤُلَاءِ أهل بَيت وهم إخْوَانِي وَلَا أحب أَن أنشب بيني وَبينهمْ عَدَاوَة فَأنى أُميَّة وَقَالَ قد أذنبت ذَنبا وَجئْت مستجيرا بكم من فتيانكم فَدَعَا بعلي بن أُميَّة وَقَالَ هَذَا عمك قد أَتَاك معتذرا من الشّعْر الَّذِي قَالَه فَقَالَ وَمَا هُوَ فأنشده فَقَالَ قد ضجرنا وَالله مِنْهُ كَمَا ضجرت أَنْت وَأكْثر وَأَنت آمن من أَن يكون منا جَوَاب وأتى مُحَمَّد بن أُميَّة فَقَالَ لَهُ // (من المنسرح) //

(كم شَاعِر عِنْد نَفسه فطن ... لَيْسَ لدينا بالشاعر الفطن)

(قد أخرجت نَفسه بغصتها ... يَا ريح مَا تصنعين بالدمن)

وَدفع الرقعة إِلَى غُلَام لَهُ وَقَالَ ادفعها إِلَى أبي مُوسَى وَقل لَهُ يَقُول لَك مَوْلَاك ذَكرنِي بهَا إِذا انصرفت إِلَى الْمنزل فَلَمَّا انْصَرف إِلَى منزله أَتَاهُ غُلَامه بالرقعة فَقَالَ لَهُ هَذِه الَّتِي بعثت بهَا إِلَيّ فَقَالَ وَالله مَا بعثت إِلَيْك بِشَيْء وأظن الْفَاسِق قد فعلهَا ثمَّ دَعَا مُحَمَّد ابْنه فقرأها عَلَيْهِ فَلَمَّا سمع مَا فِيهَا قَالَ يَا غُلَام لَا تنْزع عَن البغلة وَرجع إِلَى عَليّ بن أُميَّة فَقَالَ لَهُ نشدتك الله أَن تزيد على مَا كَانَ فَقَالَ لَهُ أَنْت آمن قَالَ صَاحب الأغاني حدثي الْحسن بن عَليّ قَالَ حَدثنِي أَبُو هفان قَالَ كُنَّا فِي مجْلِس وَعِنْدنَا مغنية تغنينا وَصَاحب الْبَيْت يهواها فَجعلت تكايده وتومئ إِلَى غَيره بالمزاح والتجميش وتغيظه بجهدها وَهُوَ يكَاد يَمُوت قلقا وهما وتنغص عَلَيْهِ يَوْمه ولحت فِي أمرهَا وَسقط

<<  <  ج: ص:  >  >>