للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كَانَ أسود أبرص ولد أعمى قَالَ الجاحظ كَانَ أحسن خلق الله إنشادا مَا رَأَيْت مثله بدويا وَلَا حضريا وَهُوَ من الموَالِي توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ ومولده بِبَغْدَاد سنة سِتِّينَ وَمِائَة لَهُ فِي أبي دلف الْعجلِيّ وَأبي غَانِم حميد بن عبد الحميد الطوسي غر المدائح والعكوك السمين الْقصير وَمن شعره فِي أبي دلف قصيدته الرائية أَولهَا // (من المديد) //

(زَاد ورد الغي عَن صَدره ... فرعوى وَاللَّهْو من وطره)

يَقُول فِي مدحها // (من المديد) //

(إِنَّمَا الدُّنْيَا أَبُو دلف ... بَين باديه ومحتضره)

(فَإِذا ولى أَبُو دلف ... ولت الدُّنْيَا على أَثَره)

(كل من فِي الأَرْض من عرب ... بَين باديه إِلَى حَضَره)

(مستعير مِنْك مكرمَة ... يكتسبها يَوْم مفتخره)

وَهِي ثَمَانِيَة وَخَمْسُونَ بَيْتا قَالَ ابْن خلكان سُئِلَ شرف الدّين بن عنين عَن هَذِه القصيدة وقصيدة أبي نواس الموازنة لَهَا الَّتِي أَولهَا // (من المديد) //

(أَيهَا المنتاب من عفره ... لست من ليلى وَلَا سمره)

فَلم يفضل إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى وَقَالَ مَا يصلح أَن يفاضل بَين هَاتين القصيدتين إِلَّا شخص يكون فِي دَرَجَة هذَيْن الشاعرين ثمَّ إِن العكوك مدح حميد بن عبد الحميد الطرسي فَقَالَ لَهُ حميد مَا عَسى أَن تَقول فِينَا وَمَا أبقيت لنا بعد قَوْلك فِي أبي دلف // (من المديد) //

(إِنَّمَا الدُّنْيَا أَبُو دلف)

وَأنْشد الْبَيْتَيْنِ فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير قد قلت فِيك مَا هُوَ أحسن من هَذَا فَقَالَ مَا هُوَ فَأَنْشد // (من مجزوء الرمل) //

(إِنَّمَا الدُّنْيَا حميد ... وأياديه الجسام)

(فَإِذا ولى حميد ... فعلى الدُّنْيَا السَّلَام)

فَتَبَسَّمَ وَلم يحر جَوَابا فأجمع من حضر الْمجْلس من أهل الْعلم بالشعر أَن هَذَا

<<  <  ج: ص:  >  >>