قال المرُّوذي: سمعت امرأة تقول: جاءت امرأة من هؤلاء الذين يمشطون، إلى أبي عبد اللَّه فقالت: إني أصل رأس المرأة بقرامل وأمشطها، أفترى لي أن أحج مما أكتسب؟
قال: لا. وكره كسبها؛ لنهي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (١). وقال لها: يكون من مال أطيب من هذا.
"الورع"(٥٩٢)
قال الخلال: أخبرنا محمد بن علي قال: سمعت أَبا عبد اللَّه وسألته جارة لنا ماشطة، فقالت: قد جمعت شيئًا من كسب يدي، وأريد أحج به.
فقال لها: غيره أحب إلي لك.
قالت: ليس عندي.
قال: من الغزل تَحُجِّين أحب إليّ.
أخبرنا محمد بن علي قال: سمعت حُسنًا أمَّ ولد أبي عبد اللَّه تقول: جاءتني امرأة من جيراننا فقالت: قد جمعت من العلف شيئًا، وأريد أن أحج.
فقال أبو عبد اللَّه: لا تحج به، ليس ههنا أَجل من الغزل.
"الترجل"(٢١٥ - ٢١٦)
(١) روى الإمام أحمد ٦/ ٣٤٥، والبخاري (٥٥٩٣٦)، ومسلم (٢١٢٢) من حديث أسماء بنت الصديق -رضي اللَّه عنهما- قالت: جاءت امرأة إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: يَا رسول اللَّه إن لي ابنة عُز تّيسًا أصابتها حصبة فتمزق شعرها أفأصله؟ فَقَالَ: "لَعَنَ اللَّهُ الوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ". وفي الباب عَنْ عَائِشَةَ، وعبد اللَّه بن عمر، وابن مسعود، وأبي هريرة، وابن عباس، ومعاوية، ومعقل بن يسار.