للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"يأتي على الناس زمان يصلون ولا يصلون" (١): وقد تخوفت أن يكون هذا الزمان، لو صليت في مائة مسجد ما رأيت أهل مسجد واحد يقيمون الصلاة على ما جاء عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعن أصحابه رحمة اللَّه عليهم، فاتقوا اللَّه، وانظروا في صلاتكم وصلاة من يصلي معكم.

واعلموا أن لو رجلًا أحسن الصلاة، فأتمها وأحكمها، ثم نظر إلى من أساء في صلاته وضيعها، وسبق الإمام فيها فسكت عنه، ولم يعلمه في إساءته في صلاته ومسابقته الإمام فيها، ولم ينهه عن ذلك، ولم ينصحه شاركه في وزرها وعارها.

فالمحسن في صلاته شريك للمسيء في إساءته، إذا لم ينهه ولم ينصحه، وجاء الحديث عن بلال بن سعد أنه قال: الخطيئة إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها، وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة" (٢). لتركهم ما لزمهم، وما وجب عليهم من التغيير والإنكار على من ظهرت منه الخطيئة، وجاء عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "ويل للعالم من الجاهل، حيث لا يعلمه" (٣) فلولا أن تعليم الجاهل واجب على العالم لازم وفريضة، وليس بتطوع ما كان له الويل في السكوت عنه، وفي ترك تعليمه. واللَّه


(١) لم أقف عليه.
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" ٦/ ٩٩ (٧٦٠١).
(٣) رواه الديلمي في "الفردوس" ٤/ ٣٩٤ من حديث أنس، مطولًا، وأورده السيوطي في "الجامع" كما في "الفيض" ٦/ ٤٧٦، والمتقي الهندي في "الكنز" (٢٩٠٣٧) مختصرًا ثم عزواه لأبي يعلى في "مسنده"، وقد ضعف العراقي إسناده في "المغني" ١/ ١٤٣ (٥٦٦)، وكذا الألباني في "الضعيفة" (٤٧٥٦) إلا أنه كشف عن علل الضعف، فليراجعه من شاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>