قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن، حَدَّثَنَا حماد، عن ثابت، عن أنس، عن أبي طلحة قال: لا أؤم رجلين ولا أتأمر عليهما.
"الزهد" ٢٥٠
قال عبد اللَّه: حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا مؤمل، حَدَّثَنَا سفيان، وأبو عوانة، عن المغيرة، عن الشعبي قال: بعث زياد مسروقًا عاملًا على السلسلة، فلما خرج مسروق خرج معه قراء أهل الكوفة يشيعونه، فكان فيهم شاب على فرس، فلما رجع وبقي مسروق في نفر من أصحابه دنا منه الفتى فقال: إنك سيد قراء أهل الكوفة وقريعهم، إن قيل: من أفضلهم؟ قيل: مسروق. وإن قيل: من أعلمهم؟ قيل: مسروق. وإن قيل: من أفقههم؟ قيل: مسروق، وإن زينك لهم زين، وإن شينك لهم شين، وإني أنشدك اللَّه -أو قال: أعيذك باللَّه- أن تحدث نفسك بفقر أو بطول أمل. فقال له مسروق: ألا تعينني على ما أنا فيه؟ قال: واللَّه ما أرضى لك ما أَنْتَ فيه، فكيف أعينك عليه؟ ! انصرف، فلما انصرف الفتى قال مسروق: ما بلغت مني موعظة، ما بلغت موعظة هذا الفتى، قال سفيان: فلما رجع مسروق من عمله ذلك أتاه أبو وائل، فقال له مسروق: ما عملت عملًا أنا منه أخوف أن يدخلني النار من عملي هذا، وما ظلمت فيه مسلمًا ولا معاهدا, ولكني ما أدري ما هذا العمل الذي لم يسنه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا أبو بكر ولا عمر قال أبو وائل: فقلت له: ما حملك على ذلك؟ قال: اكتنفني شريح وابن زياد والشيطان.