كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد - الفقه

باب ما جاء واجب الرعية تجاه الإمام - ٢٩٢٣ - الإنكار على من خرج على السلطان، وبيان ضعف أحاديث رويت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الخروج على الإمام - ج: 13 - ص: 44

قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: أعطانا ابن الأشجعي كتبًا من كتب أبيه، فنسخنا من كتاب الأشجعي، عن سفيان، عن واصل، عن بنت المعرور، عن المعرور قال: سمعت عمر يقول: من دعا إلى إمرة من غير مشورة من المسلمين فاضربوا عنقه (١).

"العلل" برواية عبد اللَّه (١٦٦٠)

قال الخلال: بيان أحاديث ضعاف رويت عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فَسَّر أحمد بن حنبل ضعفها، وثبت غيرها مما روي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في ترك الخروج على السلطان وكف الدماء، وإن حرموا الناس أعطياتهم.

قال الخلال: قال عصمة بن عصام: ثنا حنبل قال: حدثني أبو عبد اللَّه قال: ثنا قراد قال: ثنا شعبة، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَاموا لَكُمْ، فإن لم يستقيموا لكم فاحملوا سيوفكم على أعناقكم, فأبيدوا خضراءهم, فإن لم تفعلوا فكونوا زراعين أشقياء, وكلوا من كدِّ أيديكم" (٢).

وقال: قال حنبل: سمحت أبا عبد اللَّه قال: الأحاديث خلاف هذا، قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ لِعَبْدٍ مُجَدَّعِ" (٣). وقال: "السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ, وَيُسْرِكَ, وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ" (٤)، فالذي يروى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من

---

(١) رواه عبد الرزاق ٥/ ٤٤٥ (٩٧٥٩).
(٢) رواه الإمام أحمد ٥/ ٢٧٧، وابن حبان في "روضة العقلاء" ص ١٩٤ والطبراني في "الأوسط" ٨/ ١٥ (٧٨١٥) و"الصغير" ١/ ١٣٤ (٢٠١). قال الهيثمي في "المجمع" ٥/ ١٩٥: رجال "الصغير" ثقات. والحديث ضعفه الألباني في "الضعيفة" (١٦٤٣).
(٣) رواه الإمام أحمد ٥/ ١٦١، ومسلم (٦٤٨) من حديث أبي ذر.
(٤) رواه الإمام أحمد ٥/ ٣١٤، ومسلم (١٧٠٩) من حديث عبادة بن الصامت.