قال صالح: قال أبي: فلما كانت الليلة الثانية (١)، وجه إلى إسحاق بن إبراهيم ما تقول في الخروج؟
قال: فقلت: ذلك إليك.
فقال: الذي حكيتَ هو عن محمد بن الحنفية؟
فقلت: لا، حكيت عن جعفر بن محمدعن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب.
قال: فسكت.
قال أبو الفضل: ثم أخرج أبي حتى إذا صرنا بموضع يقال: بصرى، بات أبي في مسجد، ونحن معه، فلما كان في جوف الليل، جاءه النيسابوري، فقال: يقول لك الأمير: ارجع.
فقلت له: يا أبه، أرجو أن يكون فيه خيرًا.
فقال: لم أزل الليلة أدعو اللَّه.
"سيرة الإمام" لابنه صالح ص ٨٤
قال أبو الفضل: وقد كان وجه محمد بن عبد اللَّه بن طاهر إلى أبي في وقت قدومه بالعسكر: أحب أن تصير إليّ، وتعلمني الذي تعزم عليه حتى لا يكون عندي أحد.
فوجه إليه: أنا رجل لم أخالط السلطان، وقد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره، وهذا مما أكره.
فجهد أن يصير فأبى.
"سيرة الإمام" رواية صالح ص ١٢٠
(١) كان المتوكل قد وجه إلى إسحاق بن إبراهيم يأمر بحمل الإمام أحمد إلى المعسكر.