للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قليل الدين والورع، مجاهرا بالبهت، تعرض لامور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل. وقال الجوزى: كان زنديقا. قلت: بقى الى حدود الاربعمائة ببلاد فارس. [ميزان الاعتدال (٥/ ٢٣٦)].

• أبو حيان التوحيدي.

صاحب التصانيف. قيل اسمه علي بن محمد بن العباس نفاه الوزير المهلبي لسوء عقيدته وكان يتفلسف. قال ابن بأبي في كتاب الفريدة كان أبو حيان كذابا قليل الدين والورع مجاهرا بالبهت تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل. وقال ابن الجوزي كان زنديقا. قلت بقي الى حدود الأربع مِئَة ببلاد فارس وكان صاحب زندقة وانحلال. قال جعفر بن يحيى الحكاك قال لي أبو نصر السجزي إنه سمع أبا سعد الماليني يقول قرأت الرسالة المنسوبة الى أبي بكر وعمر مع أبي عبيدة الى علي على أبي حيان فقال هذه الرسالة عملتها ردا على الروافض وسببه أنهم كانوا يحضرون مجلس بعض الوزراء، يعني الصاحب ابن العميد فكانوا يغلون في حال علي فعملت هذه الرسالة. قلت فقد اعترف بالوضع. انتهى. وقرأت بخط القاضي عز الدين بن جماعة أنه نقل من خط ابن الصلاح أنه وقف لبعض العلماء على كلام يتعلق بهذه الرسالة ملخصه لم أزل أرى أبا حيان علي بن محمد التوحيدي معدودا في زمرة أهل الفضل موصوفا بالنفاذ في الجد والهزل حتى صنع رسالة منسوبة الى أبي بكر وعمر راسلا بها عَلِيًّا وقصد بذلك الطعن على الصدر الأول فنسب فيها أبا بكر وعمر الى أمر لو ثبت لاستحقا فوق ما تعتقده الإمامية فيهما. فأول ما نبه على افتعاله في ذلك نسبته الى أبي بكر إنشاء خطبة بليغة يتملق فيها لأبي عبيدة ليحمل له رسالته الى علي وغفل عن أن القوم كانوا بمعزل عن التملق. ومنها قوله ولعمري إنك أقرب الى رسول الله قرابة ولكنا أقرب اليه قربة والقرابة لحم ودم والقربة نفس وروح. وهذا يشبه كلام الفلاسفة وسخافة هذه الألفاظ تغني عن تكلف الرد. وقال فيها إن عمر قال لعلي فيما خاطبه به إنك اعتزلت تنتظر وحيا من جهة الله وتتوكف مناجاة المَلَك. وهذا الكلام لا يجوز نسبته الى عمر فإنه ظاهر الافتعال. الى غير ذلك مما تضمنته الرسالة من عدم الجزالة التي تعرف من طراز كلام السلف.

وقال ابن النجار في الذيل كان فاضلا لغويا نحويا شاعرا له مصنفات حسنة وكان فقيرا صابرا متدينا حسن العقيدة سمع أبا بكر الشافعي وأبا سعيد السيرافي والقاضي أبا الفرج المعافى وأبا الحسين بن سمعون، وَغيرهم. ومن شعره:.

قل لبدر الدجى وبحر السماحه

والذي راحتاه للناس راحه

ما تركت الحضور سهوا ولكن

أنت بحر ولست أدري السباحه

.

وقال أبو سعد المطرز سمعت فارس بن بكران الشيرازي يقول وكان من أصحاب أبي حيان التوحيدي قال لما احتضر أبو حيان كان بين يديه جماعة فقالوا اذكر الله فإن هذا مقام خوف وكل يسعى لهذه الساعة وجعلوا يذكرونه ويعظونه فرفع رأسه اليهم وقال كأني أقدم على جندي، أو على شرطي إنما أقدم على رب غفور وقضى. ورأيت في ترجمة نصر بن عبد العزيز الشيرازي في "طبقات القراء" أنه كان ينفرد، عَن أبي حيان التوحيدي بنكت عجيبة. وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>