منزله الى أن ورد عليه العهد في زمن الراضي فتولى القضاء وعدل عدولا ووقف عن آخرين وامتنع من الحضور عنده آخرون. وكانت أموره مستقيمة وكان يعطي القضاء حقه وله عمل أبو عمر الكندي كتاب الموالي وكانت ولايته الأولى سنتين.
ثم عزل لواقع بينه وبين ابن حنزابة ثم أعيد بعد ثلاث سنين ولم يتخلف عنه في هذه الولاية أحد من الشهود واعتذروا عن ذلك بأن قالوا: ما رأينا منه في ولايته الأولى الا خيرا.
وتسلم له أبو بكر بن الحداد في الولاية الأولى أمر القضاء من الماذرائي فكانت ولايته الثانية سنة وشهرين وولي أيضًا ولاية ثالثة سنة ومات في شعبان سنة ثلاثين وثلاث مِئَة.
وكان قد سمع كتب أبي عُبَيد، وكتب مصعب الزبيري من علي بن عبد العزيز ومن عبد الله بن أبي مريم كتب الفريابي.
روى عنه أبو يونس وأبو الحسين الرازي والد تمام، وَغيرهما. (ز): [لسان الميزان (٧/ ٨)].
• محمد بن بدر.
القاضي بمصر.
عن المقْدام.
كان حنفي الفقه، وليس هناك رواية.
قال ابن يونس: كان ثقةً في الحديث، ذكر له في «القضاة» ترجمة مطوَّلة. [تحرير لسان الميزان (ترجمة رقم ٤٦٥)].
١١٢١٥ - محمد بن أبي البركات بن أبي الخير بن أحمد الهمداني
• محمد بن أبي البركات بن أبي الخير بن حمد الهمذاني - بفتح الميم والمعجمة - الصوفي البطائحي.
شيخ معمر، جاوز المِئَة وجاور بمكة.
فحمله الشره وحب الرياسة على ادعاء لقي أبي الوقت والإجازة منه ثم تجاوز ذلك الى أن ادعى السماع منه وحدث عنه أولا بالصحيح بالإجازة العامة ثم في الأخير حدث عنه بها بالإجازة الخاصة وأنه لقنه هذه الكلمات: سمعت الشيخ أبا الوقت الهروي يقول: أجزت لك رواية صحيح البخاري عني.
حمل عنه شيوخ شيوخنا كالفخر عثمان التوزري، وَغيره.
وقد كشف أبو بكر بن مسدي أمره فقال في معجمه: هو شيخ مسن ذكر لي أنه قرأ في صغره سورة الفاتحة على أبي العلاء بهمذان وأنه سافر بعد وفاته لما ترعرع فقرأ بواسط وصحب الشيخ أحمد الرفاعي ولبس منه وأذن له أن يلبس عنه. هذا الذي سمعت منه بديار مصر. وكان قد سكن دمياط وتمشيخ فيها للنساء فملن اليه وكان جماعة أهل الطريق ينكرون عليه كالشيخ أبي الحسن بن قفل، وَغيره، ثم تردد الى مكة مرات.
وعلى ما ذكر لي من لقي أبي العلاء يكون مولده بعد سنة خمسين فإنه قال: وقد ترعرعت وكانت وفاة أبي العلاء سنة تسع وستين فادعى بمكة أن مولده سنة ست وأربعين وخمس مِئَة، ثم سمعته بمكة يقول في سنة ثمان وخمسين وست مِئَة: زدت على المِئَة ثلاث عشرة سنة وأسمع في هذه السنة صحيح البخاري بإجازته العامة من أبي الوقت وسمع منه جماعة من العوام الذين لا يفهمون هذا الشأن.