للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أماليه الموضوعات، ولا يُبَيِّن أنها موضوعة، وإذا جزم بأن من فعل هذا يكون ضعيفاً يلزمه أن يذكر خلقاً كثيراً وأئمة كبراء. والله أعلم. [تحرير لسان الميزان (ترجمة رقم ١٩٠٧)].

١٣١٧٥ - معمر من أهل المغرب.

• معمر بالتشديد.

ظهر لي أن الذي في سند المغاربة غير الذي في سند أهل سنجار لتباعد القطرينولأن الذي في سند المغاربة بالتشديد جزما وأن بعضهم زعم أنه اسم علم وهَجَم فزعم أنه الذي أخرج مسلم حديثه من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المُسَيَّب عنه عن النبي قال: لا يحتكر الا خاطئ.

وقد سألني عن ذلك بعض أهل الإسكندرية مراسلة فكتبت ببطلان هذا الظن وأن الذي حديثه في صحيح مسلم قرشي عدوي من رهط عمر بن الخطاب وهو بالتخفيف جزما وهو مَعْمَر بن عبد الله بن نضلة بن نافع بن عوف بن عُبَيد - بفتح العين - ابن عَوِيج - بفتح أوله أيضًا وآخره جيم - ابن عَدِي بن كعب بن لؤي بن غالب وحديثه هذا عند أصحاب السنن الا النسائي.

وله عند مسلم حديث آخر من طريق بسر بن عُبَيد الله عنه في الربا، وكان من سكان المدينة النبوية ولم يرو أحد ممن ترجم رجال الصحيح أنه كان من المعمرين، وَلا أنه سكن في غير المدينة ومقتضى كلامهم أنه مات قبل المِئَة الأولى.

وقد اشتهر في بلاد الصعيد الأعلى من مصر ذكر الشيخ أبي العباس الملثم وأنه عاش دهرا طويلا، وأطال الشيخ عبد الغفار بن نوح في كتابه المسمى "الوحيد في سلوك طريق أهل التوحيد" من إيراد أخبار الملثم وسرد كراماته وخوارق العادات على يديه وذكر أنه عاش الى رأس السبع مِئَة وأنه بلغه أنه كان أحيانا يقول: إنه رأى الشافعي، قال: فسألته رأيت الشافعي؟ قال: نعم، قلت: محمد بن إدريس صاحب المذهب؟ قال: في النوم يا فتى في النوم. ونقل عنه أيضًا أنه رأى القاهرة أخصاصا قبل أن تبنى الى غير ذلك.

وذكر عنه أيضًا أنه لقي المعمر صاحب النبي .

وقد لقيت أنا عبد الغفار بن أحمد بن عبد الغفار بن نوح في سنة ثلاث وتسعين وسبع مِئَة وذكر لي، عَن أبيه، عن جَدِّه شيئا من خبر أبي العباس الملثم. وأجاز لي أبو الطيب محمد بن أحمد الإسكندراني المعروف بابن المصري وكتب لي بخطه أنه صافح الشيخ شهاب الدين الفرنوي - بفتح الفاء وسكون الراء وفتح النون وكسر الواو - وأن الفرنوي صافح شخصا من أصحاب أبي العباس الملثم وأن الملثم صافح مُعمرا صاحب النبي .

قلت: وقد أدركت أنا الفرنوي ودخلت الإسكندرية بعد موته بقليل.

وأسند أبو الطيب المذكور المصافحة الى الملثم من عدة طرق تنتهي الى الملثم بعضها عن أحمد بن صالح عن أحمد بن حمسين عن إبراهيم المؤدب عن الملثم وزاد أبو الطيب بهذا السند في صفة المصافحة: أنه يلصق باطن الكف بباطن الكف وبقبض الأصابع الخمسة على الإبهام.

قلت: وقد أجازني أحمد بن حمسين الكندي من الإسكندرية وهو أحمد بن محمد بن الحسين بن حمسين

<<  <  ج: ص:  >  >>