والنساء. قالوا: فإن بقية الحديث: وجعلت قرة عيني في الصلاة وأنت لا تصلي؟! قال: يا حمقى لو صليت كنت نبيًا.
قال: وكان يقول: إني لشديد الحسرة على فوت لقاء أبي حامد المرورُّوذي ومما يزيدني عجبًا فيه أنه كان على مذهب أصحابنا ولو أنه نصر في الفقه مذهب أبي حنيفة لكان أكمل أهل زمانه.
قلت: وهذا أيضًا ينافي ما تقدم في أول الترجمة أنه كان شافعي المذهب.
قال أبو حيان: وقيل له: لو كان القرآن مخلوقًا لجاز أن يموت، وَإذا مات بأي شيء نصلي التراويح؟ قال: إذا مات القرآن في آخر شعبان مات رمضان أيضًا.
قال: وقال ابن عباد في الخلوة وقد جرى حديث المذهب: كيف أترك هذا المذهب يعني الاعتزال وقد نصرته وأشهرت نفسي به وعاديت الصغير والكبير عليه وانقضى عمري فيه؟.
وقال أبو حيان للمأمون: اصدقني عن ابن عباد قال: لا دين له لفسقه في العمل وكذبه في العلم.
قال: وسمعت أبا الفتح بن العميد يقول: خرج ابن عباد من عندنا يعني من الري الى أصفهان فجاوز رامين وهي منزلة عامرة الى قرية خراب على ماء ملح لا لشيء الا ليكتب الينا كتابي من النوبهار يوم السبت نصف النهار. قال: وهذا في غاية الحماقة.
قال وقلت لأبي السلم: كيف رأيت ابن عباد؟ قال: رأيت الداخل ساقطًا والخارج ساخطًا فقيل له: أخذت هذا من أين؟ قال: من قول شبيب في دار المهدي: رأيت الداخل راجيا والخارج راضيًا.
قال: وكان لابن عباد قوم يسميهم الدعاة يأمرهم بالتردد الى الأسواق وتحسين الاعتزال للبقال والعطار والخباز ونحو ذلك.
وذكره الرافعي في كتاب التدوين في علماء قزوين فقال: هو أشهر من أن يحتاج الى وصفه جاهًا ورتبة وفضلاً ودراية وكتبه ورسائله ومناظراته دالة على قدره ولولا أن بدعة الاعتزال وشنعة التشيع شانتا وجه فضله وغلوه فيهما حطَّ من علوه لقلَّ من يكافيه من الكبار والفضلاء وكان يناظر ويدرس ويصنف ويملي الحديث.
وقال ابن أَبِي طي: كان إماميَّ الرأي وأخطأ من زعم أنه كان معتزليا.
وقد قال عبد الجبار القاضي لما تقدم للصلاة عليه: ما أدري كيف أصلي على هذا الرافضي وإن كانت هذه الكلمة وضعت من قدر عبد الجبار لكونه كان غرس نعمة الصاحب.
قال: وشهد الشيخ المفيد بأن الكتاب الذي نسب الى الصاحب في الاعتزال وضع على لسانه ونسب اليه وليس هو له. (ز) [لسان الميزان (٢/ ١٣٧)].
١٥١٩ - إسماعيل بن عباد الأُرسوفي
• إِسْمَاعِيل بن عباد الأرسوفي.
روى عَن زَكَرِيَّا بن نَافِع الأرسوفي، عَن مَالك، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي ﷺ: ﴿يتلونه حق تِلَاوَته﴾ قَالَ: «يتبعونه حق اتِّبَاعه»، رَوَاهُ عَنهُ أَبُو المؤمل القَاسِم بن الفضيل الكتاني.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك: بَاطِل، وَإِسْمَاعِيل ضَعِيف.
وروى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الأَزْدِيّ، عَن عَبَّاس بن فُضَيْل الأرسوفي، عَن إِسْمَاعِيل بن عباد الأرسوفي،