الضعفاء فيستطيع الباحث من خلال البحث والترجيح الوقوف على عدد كبير من التصحيفات.
١١ - التأمل في مصادر ترجمة كل رجل يوقفك على مدى استقصاء كل كتاب من كتب الضعفاء من عدمه، فعندما يجد الباحث مثلا أن الدارقطني ضعَّف عددًا كبيرًا من الرواة في حواشيه على السنن التي جمعها ابن زريق، ولم يضعفهم في كتابه الضعفاء، يستنتج الباحث من ذلك أنه لم يشترط استقصاء الضعفاء في كتابه الأخير هذا.
ومن خلال التأمل في تراجم اللسان يستطيع الباحث أن يعرف أن الحافظ حاول استقصاء الضعفاء المذكورين في المصنَّفات التي سبقته في الضعفاء ممَّن هم على شرطه - أي ليسوا في التهذيب - وأن ما فاته من ذلك فهو على سبيل الوهم والخطأ والقصور غالباً.
هذه هي بعض الفوائد التي يستفيدها الباحث من مجرَّد دمج كتب الضعفاء في كتاب واحد، أما الدراسات العلمية التي سنبنيها إن شاء الله على مثل هذا العمل وعلى الموسوعة الأم فهي بالعشرات، سأتحدث عنها بإذن الله في مقدمة الموسوعة الكبرى.
جوانب القصور التي أسعى لتتميمها مستقبلاً
لقد أنعمَ اللهُ عليَّ بحبِّ العمل الموسوعي وبذل جهدي فيه، لذا أنعم عليَّ بإخراج موسوعة العلامة الألباني التي صدر منها ٢١ مجلداً الى الآن، وموسوعة المخطوطات الحديثية التي لم تنشر من قبل، وصدر منها الى حين كتابة هذه السطور ٣٠ مجلداً، وهذه الموسوعة الثالثة التي أعمل عليها.
وقد تقرَّر عندي شئٌ من خلال ممارستي للعمل الموسوعي، وهو أن البحث عن الكمال أو ما يدانيه في الأعمال الموسوعية يتسبَّب في توقُّف العمل الموسوعي غالباً، خاصة إذا لم يكن لدى الجهة القائمة عليه الإمكانات المادية المطلوبة، كما هو الحال معنا، وتقرر لديَّ أن القاعدة التي ينبغي أن يأخُذ بها من وَلَجَ هذا الباب هي:(ما لا يُدرك كلُّه لا يُترك جلُّه) وأعتقدُ أن سببَ تعطُّل كثير من الأعمال الكبيرة وتوقفها كان بسبب توسع أصحابها في شروطهم في عملهم.
وتطبيق هذا في موسوعة الديوان الجامع شرحه كالتالي:
- قد قدمت الحديث على إشكالية النص التراثي، وأن كثيرًا مما طُبِع من كتب الرجال