الشاهيني أن إسحاق كان يسأل الله أن لا يموت بالقولنج لما رأى من صعوبته على أبيه فرأى في منامه كأن قائلا يقول له: قد أجيبت دعوتك في القولنج ولكنك تموت بضده فأصابه ذرب في شهر رمضان في سنة ٢٣٥، فكان يتصدق في كل يوم يمكنه يصومه ثم ضعف عن الصوم ومات.
وقال جحظة عن كاتب من أهل قطربل: رأيت فيما يرى النائم قائلا يقول:
مات الحسان من الحسان. ومات إحسان الزمان.
فأصبحت من غد فتلقاني خبر وفاة إسحاق. (ز) [لسان الميزان (٢/ ٣٨)].
١٢١٧ - إسحاق بن إبراهيم بن مخلد أبو يعقوب الحافظ الحنظلي ابن راهويه
• إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحافظ أبو يعقوب الحنظلي ابن راهويه. [خ، م، د، س].
أحد الائمة الاعلام.
ثقة حجة.
عن معتمر بن سليمان، وعبد العزيز العمى، وعيسى بن يونس.
وعنه الجماعة سوى ابن ماجة، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: وسئل عن إسحاق، فقال: مثل إسحاق يسأل عنه! إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
وقال أبو عبيد الآجرى: سمعت أبا داود يقول: إسحاق بن راهويه تغير قبل أن يموت بخمسة أشهر.
وسمت منه في تلك الايام فرميت به.
مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
قال أحمد بن سلمة، سمعت أبا حاتم يقول: ذكرت لابي زرعة إسحاق بن راهويه وحفظه للاسانيد والمتون فقال أبو زرعة: ما رأى الناس أحفظ من إسحاق.
وذكر لشيخنا أبى الحجاج حديث فقال: قيل إسحاق اختلط في آخر عمره.
قلت: الحديث ما رواه عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عبيدالله، عن ابن عباس، عن ميمونة في الفارة، فزاد فيه إسحاق من دون أصحاب سفيان: وإن كان ذائبا فلا تقربوه.
فيجوز أن يكون الخطأ ممن بعد إسحاق، وكذا حديث رواه جعفر الفريابي حدثنا إسحاق بن راهويه، حدثنا شبابة، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب عن أنس: كان رسول الله ﷺ إذا كان في سفر فزالت الشمس صلى الظهر والعصر، ثم ارتحل.
فهذا على نبل رواته منكر، فقد رواه مسلم عن الناقد، عن شبابة، ولفظه: إذا كان في سفر.
وأراد الجمع أخر الظهر حتى يدخل وقت العصر، ثم يجمع بينهما.
تابعه الزعفراني، عن شبابة، وأخرجه مسلم من حديث عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس، ولفظه: إذا عجل به السير أخر الظهر الى أول وقت العصر فيجمع بينهما.
ولا ريب أن إسحاق كان يحدث الناس من حفظه، فلعله اشتبه عليه.
والله أعلم. [ميزان الاعتدال (١/ ١٩١)].