يقول: ابن حي هذا قد استصلب منذ زمان، وما يجد أحدا يصلبه.
قلت: يعني لكونه يرى السيف.
وقال أبو صالح الفراء: حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئا من أمر الفتن، فقال: ذاك يشبه أستاذه - يعني الحسن بن حي.
قلت ليوسف: أما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: لم يا أحمق! أنا خير لهؤلاء من أمهاتهم وآبائهم، أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا، فتتبعهم أوزارهم، ومن أطراهم كان أضر عليهم.
عبد الله بن أحمد، حدثنا أبو معمر، قال: كنا عند وكيع، فكان إذا حدث عن الحسن بن صالح أمسكنا أيدينا، فلم نكتب، فقال: ما لكم لا تكتبون حديث حسن؟ فقال له أخى بيده - هكذا - يعني أنه كان يرى السيف، فسكت وكيع.
وقال الأشج: سمعت ابن إدريس - وذكر له صعق الحسن بن صالح - فقال: تبسم سفيان أحب الينا من صعق الحسن بن صالح.
وقال الفلاس: سألت ابن مهدي عن حديث حسن بن صالح فأبى أن يحدثني به، وقال: قد كان ابن مهدي يحدث عنه ثلاثة أحاديث، ثم تركه.
وقال وكيع: كان الحسن وعلى ابنا صالح وأمهما قد جزءوا الليل ثلاثة أجزاء.
فكل واحد يقوم ثلاثا، فماتت أمهما فاقتسما الليل بينهما، ثم مات على فقام الحسن الليل كله.
وعن أبي سلميان الدارانى قال: ما رأيت أحدا الخوف أظهر على وجهه من الحسن ابن صالح، قام ليلة بعم يتساءلون، فغشى عليه، فلم يختهما الى الفجر.
وقال الحسن بن صالح: ربما أصبحت وما معي درهم، وكأن الدنيا قد حبزت لى.
وعنه قال: إن الشيطان يفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير، يريد بها بابا من الشر.
وعنه: أنه باع مرة جارية فقال: إنها تنخمت عندنا مرة دما.
وقال وكيع: هو عندي إمام.
فقيل له: إنه لا يترحم على عثمان، فقال: أفتترحم أنت على الحجاج؟ قلت: هذا التمثيل مردود غير مطابق. [ميزان الاعتدال (١/ ٤٥٤)].
٣١٠١ - الحسن بن صالح بن مسلم العجلي البصري (١)
• الحَسن بن مُسلم بن صالح العِجلي.
بَصريٌّ.
عن ثابت، مَجهول في النَّقل، وحَديثه غَير مَحفُوظ، وقَد رُوي في: ﴿قُل هو الله أَحَدٌ﴾ أَحاديث صالحَة الأَسانيد مِن حَديث ثابت، وأَما في: ﴿إِذا زُلزِلَت﴾ و ﴿قُل يا أَيُّها الكافِرُون﴾ أَسانيدُها مُقارِب هَذا الإِسناد.
حدثنا إِبراهيم بن مُحَمد بن العَوام القُومَسي بِمَكَّة، قال: حَدثنا مُحمد بن مُوسَى الجُرَشي، قال: حَدثنا الحَسن بن مُسلم بن صالح العِجلي، قال: حَدثنا ثابِت، عن أَنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: مَن قَرَأَ: ﴿إِذا زُلزِلَت﴾ عَدَلَت بِنِصف القُرآن، ومَن قَرَأَ: ﴿قُل هو الله أَحَدٌ﴾ عَدَلَت
(١) هذا الراوي كرره الحافظ الذهبي في مصنفاته مرارا وهما منه، فذكره باسم الحسن بن صالح بن مسلم، وذكره باسم الحسن بن مسلم على أنه ثاني، وذكره باسم الحسن بن سلم على أنه ثالث، وهو تصحيف والله أعلم.