للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكتب في الخطرات والوساوس، وهذه الأشياء، هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم، فأتونا مرة بالحارث المُحَاسبي، ومرة بعبد الرحيم الدَّبِيلي، ومرة بحاتم الأصم، ومرة بشقيق البلخي، ثم قال: ما أسرع الناس الى البدع. [سؤالات البرذعي (سؤال رقم ٤٧٩)].

• الحارث بن أسد المحاسبي العارف.

صاحب التواليف.

روى عن يزيد بن هارون وغيره.

وعنه ابن مسروق، وأحمد بن الحسن الصوفي.

قال أبو القاسم النصراباذي: بلغني أن الحارث تكلم في شئ من الكلام، فهجره أحمد بن حنبل، فاختفى، فلما مات لم يصل عليه الا أربعة نفر.

وهذه حكاية منقطعة.

وقال الحاكم: سمعت أحمد بن إسحاق الصبغي: سمعت إسماعيل بن إسحاق السراج يقول: قال لى أحمد بن حنبل: يبلغني أن الحارث هذا يكثر الكون عندك، فلو أحضرته منزلك وأجلستني في مكان أسمع كلامه.

ففعلت، وحضر الحارث وأصحابه، فأكلوا وصلوا العتمة، ثم قعدوا بين يدي الحارث وهم سكوت الى قريب نصف الليل، ثم ابتدأ رجل منهم، وسأل الحارث، فأخذ في الكلام، وكأن على رؤسهم الطير، فمنهم من يبكي، ومنهم من يخن، ومنهم من يزعق، وهو في كلامه، فصعدت الغرفة، فوجدت أحمد قد بكى حتى غشى عليه، الى أن قال: فلما تفرقوا قال أحمد: ما أعلم أني رأيت مثل هؤلاء، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا.

وعلى هذا فلا أرى لك صحبتهم.

قلت: إسماعيل وثقه الدارقطني.

وهذه حكاية صحيحة السند منكرة، لا تقع على قلبي، أستبعد وفوع هذا من مثل أحمد.

وأما المحاسبي فهو صدوق في نفسه، وقد نقموا عليه بعض تصوفه وتصانيفه.

قال الحافظ سعيد بن عمرو البردعي: شهدت أبا زرعة - وقد سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه - فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، هذه [كتب] بدع وضلالات،.

عليك بالاثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك.

قيل له: في هذه الكتب عبرة.

فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن سفيان ومالكا والاوزاعي صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس، ما أسرع الناس الى البدع! مات الحارث سنة ثلاث وأربعين ومائتين.

وأين مثل الحارث، فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كالقوت لابي طالب، وأين مثل القوت! كيف لو رأى بهجة الاسرار لابن جهضم، وحقائق التفسير للسلمي لطار لبه.

كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسى في ذلك على كثرة ما في الاحياء من الموضوعات.

كيف لو رأى الغنية للشيخ عبد القادر! كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية! بلى لما كان الحارث لسان القوم في ذاك العصر، كان معاصره الف إمام في الحديث، فيهم مثل أحمد بن حنبل، وابن راهويه، ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميسى، وابن شحانة كان قطب العارفين كصاحب الفصوص، وابن سفيان.

نسأل الله العفو والمسامحة آمين. [ميزان الاعتدال (١/ ٣٩٤)].

٢٧١٣ - الحارث بن أفلح

• الحارِث بن أَفلَح.

مَدينيٌّ.

حدثنا مُحمد بن عِيسى، قال: حَدثنا عَباس، قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>