العجائز فهو الفائز.
وكان يعاب بإيراد الشُّبَه الشديدة ويقصر في حلها حتى قال بعض المغاربة: يورد الشُّبه نقدا ويحلها نسيئة!.
وقد ذكره ابن دحية فمدح وذم.
وذكره ابن شامة فحكى عنه أشياء رديئة.
وكانت وفاته بهراة يوم عيد الفطر سنة ست وست مئة.
ورأيت في الإكسير في علم التفسير للنجم الطوفي ما ملخصه: ما رأيت في التفاسير أجمع لغالب علم التفسير من القرطبي ومن تفسير الإمام فخر الدين الا أنه كثير العيوب، فحدثني شرف الدين النصيبي عن شيخه سراج الدين الشرمساحي المغربي أنه صنف كتاب "المآخذ" في مجلدين بيَّن فيهما ما في تفسير الفخر من الزيف والبهرج وكان ينقم عليه كثيرا ويقول: يورد شُبه المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من التحقيق ثم يورد مذهب أهل السنة والحق على غاية من الوهاء.
قال الطوفي: ولعمري إن هذا دأبه في كُتبه الكلامية والحكمية حتى اتهمه بعض الناس ولكنه خلاف ظاهر حاله لأنه لو كان اختار قولا، أو مذهبا ما كان عنده من يخاف منه حتى يتستر عنه ولعل سببه أنه كان يستفرغ قواه في تقرير دليل الخصم فإذا انتهى الى تقرير دليل نفسه لا يبقى عنده شيء من القوى، وَلا شك أن القوى النفسانية تابعة للقوى البدنية.
وقد صرح في مقدمة "نهاية العقول" أنه يقرر مذهب خصمه تقريرا لو أراد خصمه أن يقرره لم يقدر على الزيادة على ذلك.
وذكر ابن خليل السكوني في كتابه "الرد على الكشاف": أن ابن الخطيب قال في كتبه في الأصول: إن مذهب الجبر هو المذهب الصحيح وقال بصحة الأعراض وبنفي صفات الله الحقيقة وزعم أنها مجرد نسب وإضافات كقول الفلاسفة، وسلك طريق أرسطو في دليل التمانع.
ونقل عن تلميذه التاج الأرموي أنه نصر كلامه فهجره أهل مصر وهموا به فاستتر ونقلوا عنه أنه قال: عندي كذا وكذا مِئَة شبهة على القول بحدث العالم ومنها ما قاله شيخه ابن الخطيب في آخر الأربعين: والمتكلم يستدل على القدم بوجوب تأخر الفعل ولزوم أوليته والفيلسوف يستدل على قدمه باستحالة تعطل الفاعل عن أفعاله.
وقال في شرح الأسماء الحسنى: إن مَن أخر عقاب الجاني مع علمه بأنه سيعاقبه: فهو الحقود. وقد تعقب بأن الحقود من أخر مع العجز أما مع القدرة فهو الحليم والحقود إنما يعقل في حق المخلوق دون الخالق بالإجماع.
ثم أسند، عَنِ ابن الطباخ: أن الفخر كان شيعيا يقدم محبة أهل البيت كمحبة الشيعة، حتى قال في بعض تصانيفه: وكان علي شجاعا بخلاف غيره. وعاب عليه تصنيفه لتفسيره مفاتيح الغيب ولمختصره في المنطق: الآيات البينات وتقريره لتلامذته في وصفه بأنه الإمام المجتبى أستاذ الدنيا أفضل العالم فخر بني آدم حجة الله على الخلق صدر صدور العرب والعجم. هذا آخر كلامه. [لسان الميزان (٦/ ٣١٨)].
١٠٤٠٧ - فرات بن الأَحْنَف.
• فرات بن الأحنف.
ضعيف. [الضعفاء والمتروكين للنسائي (ترجمة