للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شجرة، وَغيرهما.

روى عنه أبو بكر بن المقرئ وهو من أقرانه والقاضي أبو الطيب الطبري وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وغير واحد.

وكان صدوقًا إلا أنه كان مشتهرًا بمذهب المعتزلة داعية اليه وهو أول من سمي من الوزراء بالصاحب.

وقد طول ابن النجار ترجمته وروى فيها بسنده الى الحداد، عَن مُحَمد بن علي بن حسول، عن الصاحب حديثًا قال في الكلام عليه: قد شاركت الطبراني في إسناده. وكان مع اعتزاله شافعي المذهب شيعي النحلة ويقال: إنه نال من البخاري؟! وقال: كان حشويا لا يُعوَّلُ عليه.

وكان يبغض من يميل الى الفلسفة ولذلك أقصى أبا حيان التوحيدي فحمله ذلك على أن جمع مصنفًا في مثالبه أكثره مختلق.

وقد ذكره في كتاب الإمتاع له فقال: كان ابن عباد كثير المحفوظ حاضر الجواب فصيح اللسان قد أخذ من كل فن طرفًا والغالب عليه طريقة أهل الكلام من المعتزلة، وَلا حظ له في أجزاء الحكمة كالهندسة والطب والنجوم والموسيقى والمنطق وأما الجزء الإلهي فلا عين، وَلا أثر قال: وشِعْرُه ليس بذاك وكان يتشيع لمذهب أبي حنيفة ومقالة الزيدية وذكر فيه صفات ردية من الحقد والحسد ونحو ذلك وهذا ينافي أنه كان شافعيًا.

قال ابن النجار: مات سنة ٣٨٥ في صفر وكان ولد سنة ٣٢٦ في ذي القعدة.

ذكر أبو حيان: أن رجلا من أهل سمرقند ناظره فقال له ابن عباد: ما تقول في القرآن؟ فقال: إن كان مخلوقًا كما تزعم فماذا ينفعك؟ وإن كان غير مخلوق كما يزعم خصمك فماذا يضرك؟ فقال: أنت لم تخرج من خراسان فنهض الرجل وكان ليلا فقال له: الى أين بت ها هنا؟ فقال: أنا لم أخرج من خراسان فكيف أبيت بالري.

قال أبو حيان: كان ابن عباد يضع أحاديث من الفحش على بني ثوابة ويرويها عنهم.

قلت: وقد طعن ياقوت في معجم الأدباء على أبي حيان وقال: أظن الرسالة من وضعه كعادته.

قال أبو حيان: ولقد كتب اليه بعض الأكابر رسالة يؤنبه فيها على طريقته يقول فيها: لأنك تظهر القول بالوعيد ثم ترتكب كل كبيرة أيها المدل بالتوحيد والعدل أفي العدل أن ترتكب قتل النفس المحرمة وتخدم الظلمة الغشمة الى غير ذلك من المنهيات أكان هذا في مذهب أسلافك كواصل بن عطاء وعمرو بن عُبَيد والجعفرين؟.

قال أبو حيان: بلغ من نذالته أنه قضى لشخص حاجة بعشر باذنجات والمِئَة باذنجانة إذ ذاك بدانقٍ.

قال: وشاع في أيامه الجدال والمراء والشك والإلحاد لأنه منع أهل القصص والتذكير والرقائق من الكلام ومنع من رواية الحديث وقال: الحديث حشو وطردهم وأجلس التجار يخدع الديلم ويزعم أنه على مذهب زيد بن علي ثم صار يجلس لأصحاب الحديث ويفسد ويكذب ويختلق الأسانيد.

وكان يقول: ولدتُ والشعرى في طالعي فلولا دقيقة أدركت النبوة ولقد أدركتها إذ قمت بالذب عنها.

قال: وقال يومًا وقد سُئل عن إفراطه في محبة الطيب والجماع: إنما أفعله اقتداءً بالنبي لأنه قال: حُبب اليَّ من دنياكم ثلاث: الطيب

<<  <  ج: ص:  >  >>