عمرو بن عبد الله، ومنصور، والأعمش، وزبيد بن الحارث اليامي، وغيرهم من أقرانهم، احتملهم الناس على صدق السنتهم في الحديث، ووقفوا عندما أرسلوا، لمَّا خافوا الا تكون مخارجها صحيحة.
فأما أبو إسحاق فروى عن قوم لا يعرفون، ولم ينتشر عنهم عند أهل العلم الا ما حكى أبو إسحاق عنهم. فإذا روى تلك الأشياء التي إذا عرضتها الأمة على ميزان القسط الذي جرى عليه سلف المسلمين وأئمتهم الذين هم الموئل لم تتفق عليها، كان الوقف في ذلك عندي الصواب؛ لأن السلف أعلم بقول رسول الله ﷺ، وتأويل حديثه، الذي له أصل عندهم.
وقال وهب بن زمعة: سمعت عبد الله يقول: «إنما أفسد حديث أهل الكوفة الأعمش وأبو إسحاق».
قال إبراهيم: وكذا حدثني إسحاق بن إبراهيم، ثنا جرير قال: سمعت مغيرة يقول غير مرة: «أهلك أهل الكوفة: أبو إسحاق وأعيمشكم هذا».
قال إبراهيم: وكذلك عندي من بعدهم، إذ كانوا على مراتبهم من مذموم المذهب وصدق اللسان.
فكان أبو نعيم: كوفي المذهب صدوق اللسان.
وعبيد الله بن موسى: أغلى وأسوأ مذهباً، وأروى للأعاجيب التي تُضِلُّ أحلام من تبحر في العلم.
وخالد بن مخلد: كان شتاماً معلناً بسوء مذهبه. وأمثالهم كثير.
فما روى هؤلاء مما يقوي مذهبهم عن مشايخهم المغموزين وغير الثقات المعروفين، فلا ينبغي أن يغتر بهم الضنين بدينه، الصائن لمذهبه؛ خيفة أن يختلط الحق المبين عنده بالباطل الملتبس، فلا أجد لهؤلاء قولاً هو أصدق من هذا). [أحوال الرجال ص ١٣١)])].
• خالد بن مَخلَد القَطَواني.
كُوفيٌّ.
حدثنا عَبد الله بن أَحمد، قال: سأَلت أَبي عن خالد بن مَخلَد القَطَواني، فقال: لَه أَحاديث مَناكيرُ. [ضعفاء العقيلي (٢/ ٢٢٨)].
• خالد بن مخلد أبو الهيثم القطواني.
كوفي مولى بجيلة.
سمع مالك بن أنس وسليمان بن بلال هكذا ذكره البُخارِيّ.
حَدَّثَنَا أحمد بن المقري، حَدَّثَنا سليمان بن الربيع، حَدَّثَنا خالد بن مخلد أبو الهيثم القطواني (ح) وحدثنا ابن حماد، حَدَّثني عَبد الله سألت أبي عن خالد بن مخلد فقال: له أحاديث مناكير.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا أبو أمية الطرسوسي، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا مالك عن سهيل، عن أبيه، عَن أبي هريرة، قَال رسول الله ﷺ: السفر قطعة من العذاب فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليسرع الرجوع الى أهله.
قال الشيخ: وهذا لا يعرف لمالك عن سهيل إنما يرويه مالك في الموطأ عن سمي عَن أبي صالح. حَدَّثَنَا زكريا بن يَحْيى بن حيويه، حَدَّثَنا يوسف بن موسى القطان، حَدَّثَنا خالد بن مخلد، حَدَّثَنا مالك، عَن أبي الزناد عن الأعرج، عَن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قَال: لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبة في جداره ثم قال أبو هريرة: ما لي أراكم عنها معرضين، والله لأرمين بها بين أكتافكم.
قال الشيخ: وهذا الحديث لا يعرف عن مالك عَن أبي الزناد الاَّ من رواية خالد عنه.