للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعد قليل (١).

وهذه المعاناة هي نفس المعاناة التي يمرُّ بها أي باحث يريد البحث عن أي ترجمة من تراجم رواة السنن والآثار، حيث يتحتم عليه الرجوع إلى عشرات المصادر والمرور عليها جميعها - إذا أراد التوسع - ثم جمع نصوص الترجمة في موضع واحد حتى يتيسر له دراستها والمقارنة بين المواد العلمية المنقولة فيها وتلخيصها، وهذا جهد بالغ لا يعرفه إلا من مارس العمل في هذا الباب.

فجعلتُ أُفكر في مشروع علمي يخدم هذا الباب، ويوفر العمر والجهد على الباحث والمحقق، مشروع يجمع بين دفتيه جميع رواة السنن والآثار، حتى ألهمني الله تعالى بمشروع «الديوان الجامع لرواة السنن والآثار وتاريخ أعلام الإسلام».

وسأرجئ الكلام بالتفصيل عن هذا المشروع، وطريقة عملي فيه، وفوائده وعوائده، والدراسات التي سأستخرجها منه، في مقدمته إن شاء الله، إلا أن خلاصة فكرة المشروع هو جمع جميع رواة السنن والآثار وحملة العلم المترجمين في كتب التراجم والتواريخ والطبقات والوفيات والمشتبه وغير ذلك الكثير من المصادر التي تعد بالمئات (٢)، وترتيبهم ترتيبًا معجميًّا دقيقًا، ثم سرد ترجمة العَلَم من جميع المصادر التي ترجمت له مع ترتيب هذه المصادر ترتيبًا تاريخيًّا دقيقاً تحت اسم العَلَم (٣).

هذه هي خلاصة فكرة الموسوعة الأم التي سيتلوها بإذن الله مشروع «تهذيب الديوان الجامع»، وهو تهذيب لكلِّ ترجمة بأن أسوقها في سياق واحد من خلال تلخيص مادة جميع المصادر التي ترجمَت للعَلَم (٤).

وقد رأيتُ أن الخطة الأنسب والأدق والأضبط لعملي هي تقسيم مصادر الموسوعة إلى


(١) وهذا التنبيه ليس تنقصاً من جهود الإخوة الذين قاموا على هذه البرامج بل هو توجيه لهم لمزيد من الإبداع والإتقان، فقد نفع الله بجهودهم أيَّما نفع.
(٢) ولا أقتصر على المطبوع بل حققت عددًا من مخطوطات كتب الرجال في سبيل إدخالها في الموسوعة وإثرائها بها.
(٣) وجامع الضعفاء الذي بين يديك مثالٌ مصغر من فكرة المشروع.
(٤) قريب من صنيع الحافظ ابن حجر في تهذيبه لتهذيب المزي.

<<  <  ج: ص:  >  >>