للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أمير أصبهان أبي ليلى.

وكان انتدب له بعض العلوية خصما ونسب الى عبد الله المقالة وأقام الشهادة عليه ابن منده المذكور، ومُحمد بن العباس الأخرم وأحمد بن علي بن الجارود فأمر أبو ليلى بقتله فأتى الهمداني وجرح الشهود ونسب ابن منده الى العقوق ونسب أحمد الى أنه يأكل الربا وتكلم في الآخر وكان ذا جلالة عظيمة.

ثم قام وأخذ بيد عبد الله وخرج به من فك الأسد فكان يدعو له طول حياته ويدعو على الشهود. حكاها أبو نعيم الحافظ وقال: فاستجيب له فيهم منهم من احترق ومنهم من خلط وفقد عقله.

قال أحمد بن يوسف الأزرق: سَمِعتُ ابن أبي داود يقول: كل الناس في حل الا من رماني ببغض علي بن أبي طالب .

قال ابن عَدِي: كان في الابتداء نسب الى شئ من النصب فنفاه ابن الفرات من بغداد فرده علي بن عيسى فحدث وأظهر فضائل علي ثم تحنبل وصار شيخا فيهم. قلت: كان قوي النفس وقع بينه وبين ابن صاعد وبين ابن جرير نسأل الله العافية.

قال ابن شاهين: أراد الوزير علي بن عيسى أن يصلح بين أبي بكر بن أبي داود، وَابن صاعد فجمعهما وحضر القاضي أبو عمر فقال الوزير لأبي بكر: أبو محمد بن صاعد أكبر منك فلو قمت اليه فقال: لا أفعل فقال له: أنت شيخ زيف قال أبو بكر: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله .

فقال الوزير: من الكذاب على رسول الله ؟ قال أبو بكر: هذا، ثم قال: أتظن أني أذل لأجل رزق يصل الي على يدك والله لا أخذت من يدك شيئا أبدا وعلي مِئَة بدنة إن أخذت منك شيئا فكان المقتدر بعد يزن رزقه بيده ويبعثه على يد خادم.

وقال محمد بن عبد الله القطان: كنت عند محمد بن جرير فقال رجل: ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل علي . فقال ابن جرير: تكبيرة من حارس.

قلت: وقد قام ابن أبي داود وأصحابه - وكانوا خلقا كثيرا - على ابن جرير ونسبوه الى بدعة اللفظ فصنف الرجل معتقدا حسنا سمعناه تنصل فيه مما قيل عنه وتألم لذلك. وقد كان أبو بكر من كبار الحفاظ والأئمة الأعلام حتى قال الخطيب: سمعت الحافظ أبا محمد الخلال يقول: كان أبو بكر أحفظ من أبيه أبي داود.

وروى ابن شاهين، عَن أبي بكر أنه كتب في شهر، عَن أبي سعيد الأشج ثلاثين الفا.

وقال أبو بكر النقاش - والعهدة عليه -: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: إن تفسيره فيه مِئَة الف وعشرون الف حديث.

قلت: ولد سنة ٢٣٠ ورحل به أبوه فلقي الكبار وسمع من عيسى بن حماد صاحب الليث بن سعد وطبقته وانفرد عن طائفة.

قال أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان: ذهب أبو بكر الى سجستان فاجتمعوا عليه وسألوه أن يحدثهم فقال: ليس معي كتاب فقالوا: ابن أبي داود وكتاب؟ قال: فأثاروني فأمليت عليهم من حفظي ثلاثين الف حديث.

فلما قدمت قال البغداديون: لعب بأهل سجستان ثم فيجوا فيجا اكتروه بستة دنانير ليكتب لهم النسخة فكتبت وجيء بها فعرضت على الحفاظ فخطؤوني في ستة أحاديث منها ثلاثة رويتها كما سمعت.

<<  <  ج: ص:  >  >>