للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَفَتَته تِلك الرّيحُ، ثُم تَقُوم الساعَة على شرار الناس، ثُم يَقُوم مَلَك بِالصُّور بَين السَّماء الى الأَرض، فَيَنفُخ فيه فَلا يَبقَى خَلق في السَّماوات الاَّ ماتَ، الاَّ مَن شاء رَبُّك، ثُم يَكُون بَين النَّفخَتَين ما شاء الله أَن يَكُون، قال: فليس مِن بَني آدَم خَلق الاَّ في الأَرض منه شئ، ثُم يُرسِل الله مِن تَحت العَرش ماءً كَمَني الرِّجال، فَتَنبُت أَجسامُهُم ولُحمانُهُم مِن ذَلك كَما تُنبُت الأَرض مِن البَذر، ثُم قَرَأ عَبد الله: ﴿والله الذي أَرْسَل الرّياح فَتُثير سَحابًا فَسُقناه الى بَلَد مَيِّت فَأَحيَينا به الأَرض بعد مَوتِها كَذَلك النُّشُورُ﴾ ثُم يَقُوم مَلَك بِالصُّور بَين السَّماء والأَرض فَيَنفُخ فيه، فَتَنطَلق كُل نَفس الى جَسَدِها حَتَّى يَدخُل فيه، فَيَقُومُون فَيُحَيُّون تَحيَّة رَجُل واحِد قيامًا لرَب العالَمين، ثُم يَتَمَثَّل الله للخَلق فَيَلقاهُم، فليس أَحَد مِن الخَلق يَعبُد مِن دُون الله شَيئًا الاَّ هو مُرتَفِع لَه يَتبَعُهُ، فَيَلقَى اليَهود فَيقول: ما تَعبُدُون؟ قالُوا: نَعبُد عُزَيرًا، قال: هَل يَسركُم الماءُ؟ قالُوا: نَعَم، قال:

فَيُريهِم الله جَهَنَّم كَهَيئَة السراب، ثُم قَرَأ عَبد الله: ﴿وعَرَضنا جَهَنَّم يَومئِذ للكافِرين عَرضًا﴾.

قال: ثُم يَلقَى النَّصارَى فَيقول: ما تَعبُدُون؟ قالُوا: المَسيح، فَيقول: هَل يَسركُم الماءُ؟ قالُوا: نَعَم، قال: فَيُريهِم الله جَهَنَّم كَهَيئَة السراب، وكَذَلك لمَن كان يَعبُد مِن دُون الله شَيئًا، ثُم قَرَأ عَبد الله: ﴿وقِفُوهُم إِنَّهُم مَسؤُولُون﴾ حَتَّى يَمُر المُسلمُون فَيَلقاهُم فَيقول: مَن تَعبُدُون؟ فَيقولون: نَعبُد الله لا نُشرك به شَيئًا، فَيَنتَهِرَهُم مَرَّةً، أو مَرَّتَين، فَيقولون: نَعبُد الله لا نُشرك به شَيئًا، فَيقول: هَل تَعرِفُون رَبَّكُم؟ فَيقولون: سُبحانهُ، إِذا اعتَرَف لَنا عَرَفناهُ، فَعِند ذَلك يُكشَف عن ساق، فَلا يَبقَى مُؤمِن الاَّ خَر لله ساجِدًا، ويَبقَى المُنافِقُون ظُهورُهُم طَبَقاً واحِداً، كَأَنَّما فيها السَّفافيدُ، فَيقولون: رَبَّنا، فَيقول: قَد كنتم تُدعَون الى السُّجُود وأنتم سالمُون، ثُم يَأمُر بِالصراط فَيُضرب على جَهَنَّم، فَيَمُر الناس بِأَعمالهِم زُمَرًا، أَوائِلُهُم كَلَمح البَرق، ثُم كَمَر الرّيح، ثُم كَمَر الطَّير، ثُم كَأَسرع البَهائِم، قال: ثُم كَذَلك حَتَّى يَجيء الرَّجُل سَعيًا، ثُم يَجيء الرَّجُل مَشيًا، حَتَّى يَكُون آخِرُهُم رَجُلاً يَتَلَقَّى على بَطنِه، فَيقول: يا رَب، أَبطَأت بي، فَيقول: إِنما أَبطَأ بِك عَمَلُك، ثُم يَأذَن الله في الشَّفاعَة، فَيَكُون أَوَّل شافِع يَوم القيامَة جِبريلُ، ثُم إِبراهيم خَليل الله، ثُم مُوسَى، أو قال: عِيسى، قال سَلَمةُ: لا أَدري أَيَّهُما قال، ثُم يَقُوم نَبيُّكُم رابِعًا لا يَشفَع أَحَد بعده فيما يَشفَع فيه، وهو المَقام المَحمُود الذي وعدَه الله: ﴿عَسَى أَن يَبعَثَك رَبُّك مَقامًا مَحمُودًا﴾ فليس مِن نَفس الاَّ تَنظُر الى بَيت في الجَنة وبَيت في

النار، وهو يَوم الحَسرة، قال: فَيَرَى أَهل النار البَيت الذي في الجَنة، فَيُقال: لَو عَمِلتُم، ويَرَى أَهل الجَنة البَيت الذي في النار، فَيُقال: لَولا أَن مَن الله عَلَيكُم، ثُم يَشفَع المَلائِكَة والنَّبيُون والشُّهَداء والصالحُون والمُؤمِنُون، فَيُشَفِّعُهُم الله، ثُم يقول: أَنا أَرحَم الراحِمين، فَيُخرِج مِن النار أَكثَر مِما أَخرَج مِن جَميع الخَلق بِرَحمَتِه، حَتَّى ما يَترُك فيها أَحَدًا فيه خَير، ثُم قَرَأ عَبد الله: قُل يا أَيُّها الكفارُ، ﴿ما سَلَكَكُم في سَقَرَ﴾، وعَقَد بيَدِه: ﴿قالُوا لَم نَك مِن المُصَلّين ولَم نَك نُطعِم المِسكين وكُنا نَخُوض مع الخائِضين وكُنا نُكَذِّب بيَوم الدّينِ﴾ وعَقَد أَربَعًا، وقال سُفيان بيَدِه، ضَم أَربَع أَصابِعِه، ووصَفَه أبو نُعيم، ثُم قال: تَرَون في هَؤُلاء أَحَدًا فيه خَيرٌ، حَتَّى ما يَترُك أَحَدًا فيه خَير، فَإِذا أَراد الله أَن لا يُخرِج منها أَحَدًا غَيَّر وجُوهَهُم وأَلوانَهُم، فَيَجيء الرَّجُل مِن

<<  <  ج: ص:  >  >>