قال: ثُم يَلقَى النَّصارَى فَيقول: ما تَعبُدُون؟ قالُوا: المَسيح، فَيقول: هَل يَسركُم الماءُ؟ قالُوا: نَعَم، قال: فَيُريهِم الله جَهَنَّم كَهَيئَة السراب، وكَذَلك لمَن كان يَعبُد مِن دُون الله شَيئًا، ثُم قَرَأ عَبد الله: ﴿وقِفُوهُم إِنَّهُم مَسؤُولُون﴾ حَتَّى يَمُر المُسلمُون فَيَلقاهُم فَيقول: مَن تَعبُدُون؟ فَيقولون: نَعبُد الله لا نُشرك به شَيئًا، فَيَنتَهِرَهُم مَرَّةً، أو مَرَّتَين، فَيقولون: نَعبُد الله لا نُشرك به شَيئًا، فَيقول: هَل تَعرِفُون رَبَّكُم؟ فَيقولون: سُبحانهُ، إِذا اعتَرَف لَنا عَرَفناهُ، فَعِند ذَلك يُكشَف عن ساق، فَلا يَبقَى مُؤمِن الاَّ خَر لله ساجِدًا، ويَبقَى المُنافِقُون ظُهورُهُم طَبَقاً واحِداً، كَأَنَّما فيها السَّفافيدُ، فَيقولون: رَبَّنا، فَيقول: قَد كنتم تُدعَون الى السُّجُود وأنتم سالمُون، ثُم يَأمُر بِالصراط فَيُضرب على جَهَنَّم، فَيَمُر الناس بِأَعمالهِم زُمَرًا، أَوائِلُهُم كَلَمح البَرق، ثُم كَمَر الرّيح، ثُم كَمَر الطَّير، ثُم كَأَسرع البَهائِم، قال: ثُم كَذَلك حَتَّى يَجيء الرَّجُل سَعيًا، ثُم يَجيء الرَّجُل مَشيًا، حَتَّى يَكُون آخِرُهُم رَجُلاً يَتَلَقَّى على بَطنِه، فَيقول: يا رَب، أَبطَأت بي، فَيقول: إِنما أَبطَأ بِك عَمَلُك، ثُم يَأذَن الله في الشَّفاعَة، فَيَكُون أَوَّل شافِع يَوم القيامَة جِبريلُ، ثُم إِبراهيم خَليل الله، ثُم مُوسَى، أو قال: عِيسى، قال سَلَمةُ: لا أَدري أَيَّهُما قال، ثُم يَقُوم نَبيُّكُم ﷺ رابِعًا لا يَشفَع أَحَد بعده فيما يَشفَع فيه، وهو المَقام المَحمُود الذي وعدَه الله: ﴿عَسَى أَن يَبعَثَك رَبُّك مَقامًا مَحمُودًا﴾ فليس مِن نَفس الاَّ تَنظُر الى بَيت في الجَنة وبَيت في
النار، وهو يَوم الحَسرة، قال: فَيَرَى أَهل النار البَيت الذي في الجَنة، فَيُقال: لَو عَمِلتُم، ويَرَى أَهل الجَنة البَيت الذي في النار، فَيُقال: لَولا أَن مَن الله عَلَيكُم، ثُم يَشفَع المَلائِكَة والنَّبيُون والشُّهَداء والصالحُون والمُؤمِنُون، فَيُشَفِّعُهُم الله، ثُم يقول: أَنا أَرحَم الراحِمين، فَيُخرِج مِن النار أَكثَر مِما أَخرَج مِن جَميع الخَلق بِرَحمَتِه، حَتَّى ما يَترُك فيها أَحَدًا فيه خَير، ثُم قَرَأ عَبد الله: قُل يا أَيُّها الكفارُ، ﴿ما سَلَكَكُم في سَقَرَ﴾، وعَقَد بيَدِه: ﴿قالُوا لَم نَك مِن المُصَلّين ولَم نَك نُطعِم المِسكين وكُنا نَخُوض مع الخائِضين وكُنا نُكَذِّب بيَوم الدّينِ﴾ وعَقَد أَربَعًا، وقال سُفيان بيَدِه، ضَم أَربَع أَصابِعِه، ووصَفَه أبو نُعيم، ثُم قال: تَرَون في هَؤُلاء أَحَدًا فيه خَيرٌ، حَتَّى ما يَترُك أَحَدًا فيه خَير، فَإِذا أَراد الله أَن لا يُخرِج منها أَحَدًا غَيَّر وجُوهَهُم وأَلوانَهُم، فَيَجيء الرَّجُل مِن