للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله بن زرقون، عَن أبي عمران بن أبي تليد، حدثنا الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب له قال: زهير بن صرد أبو صرد الجشمي السعدي من بني سعد بن بكر وقيل: يكنى أبا جرول.

كان رئيس قومه وقدم على رسول الله في وفد هوازن إذ فرغ من حنين.

فساق أبو عمر القصة ثم أسندها من طريق محمد بن إسحاق ثم قال في آخره: الا أن في الشعر بيتين لم يذكرهما محمد بن إسحاق في حديثه وذكرهما عُبَيد الله بن رماحس عن زياد بن طارق عن زياد بن صرد بن زهير بن صرد، عَن أبيه، عَن جَدِّه زهير بن صرد أبي جرول أنه حدثه هذا الحديث. انتهى كلام ابن عبد البر.

فهذا كما تراه حكاه مرسلا لم يسق إسناده الى عُبَيد الله بن رماحس حتى يعلم حال من زاد هذين الرجلين في إسناده فقد رواه، عَنِ ابن رماحس الستة الذين ذكرهم المؤلف وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري وأبو الحسين أحمد بن زكريا وعبيد الله بن علي بن الخواص - وساق نسب ابن رماحس وسأذكره بعد.

فهؤلاء عدد من الثقات رووه عن عُبَيد الله بن رماحس قال: حدثنا زياد سمعت أبا جرول .. فالظاهر أن قولهم أولى بالصواب والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد لا سيما وهو لم يسم. وقد أخرج الحديث المذكور الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين وقال بعده: زهير لم يذكره البخاري، وَلا ابن أبي حاتم في كتابيهما، وَلا زياد بن طارق.

وقد روى محمد بن إسحاق عن عَمْرو بن شعيب، عَن أبيه، عن جَدِّه نحو هذه القصة والشعر.

قلت: فالحديث حسن الإسناد لأن راوييه مستوران لم تتحقق أهليتهما ولم يجرحا ولحديثهما شاهد قوي وصرحا بالسماع وما رميا بالتدليس لا سيما تدليس التسوية الذي هو أفحش أنواع التدليس الا في القول الذي حكيناه آنفا، عَنِ ابن عبد البر، وَلا يثبت ذلك إن شاء الله.

وقد وقع لي الحديث المذكور عاليا جدا عشاري الإسناد قرأته على العلامة أبي إسحاق بن الحريري أخبركم أحمد بن الفخر البعلي أخبرنا محمد بن إسماعيل المقدسي أخبرنا يحيى بن محمود أخبرنا أبو عدنان بن أبي نزار حضورا وفاطمة الجوزدانية سماعا قالا: أحبرنا محمد بن عبد الله أخبرنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا عُبَيد الله بن رماحس برمادة الرملة سنة ٢٧٤، حدثنا أبو عَمْرو زياد بن طارق وكان قد أتت عليه مِئَة وعشرون سنة قال: سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي يقول:

لما أَسرنَا رسول الله يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبي والشاء أتيته فأنشدته أقول:

امنن علينا رسول الله في كرم

فإنك المرء نرجوه وننتظر

امنن على بيضة قد عاقَها قَدَرٌ

مشتت شملها في دهرها غِيَرُ

أَبْقَت لنا الدهر هُتَّافا على حَزَنٍ

على قلوبهم الغَمَّاء والغُمَر

إن لم تداركهم نعماء تنشرها

يا أرجح الناس حلما حين يختبر

<<  <  ج: ص:  >  >>