للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو العباس السراج: سمعت أبا يحيى يقول: كان ابن المدينى إذا قدم بغداد تصدر، وجاء يحيى وأحمد بن حنبل والمعيطى والناس يتناظرون، فإذا اختلفوا في شئ تكلم فيه على.

قلت: قد كان ابن المدينى خوافا متاقيا في مسألة القرآن مع أنه كان حريصا على إظهار الخير، فقد قال أحمد بن أبي خيثمة في تاريخه: سمعت يحيى بن معين يقول: كان على بن المدينى إذا قدم علينا أظهر السنة وإذا ورد الى البصرة أظهر التشيع.

قلت: كان يظهر ذلك بالبصرة ليؤلفهم على حب على ، فإنهم عثمانية.

وروى أبو عبيد، عن أبي داود، قال: ابن المدينى أعلم من أحمد باختلاف الحديث.

وقال صالح جزرة: أعلم من أدركت بالحديث وعلله على بن المدينى.

الاثرم، سمعت الاصمعي يقول لابن المدينى: والله لتتركن الاسلام وراء ظهرك.

وقال أبوبكرم الاثرم: قلت لأبي عبد الله: إن ابن المدينى حدث عن الوليد ابن مسلم حديث عمر لما تلا: فاكهة وأبا، فقال: ما الاب؟ ثم قال: لعمر الله، هذا التكلف، أيها الناس ما بين لكم فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكلوه الى ربه.

قال الاثرم: ذكرت لأبي عبد الله هذا وإنه قال: فكلوه الى خالقه، فقال: هذا كذب، وقد كتبناه عن الوليد، إنما هو الى عالمه.

وروى المروزى، عن أحمد هذا الحديث.

وقال أحمد: هذا كذب، إنما هو كلوه الى عالمه.

وأخبار ابن المدينى مستقصاة في تاريخ بغداد.

وقد بدت منه هفوة ثم تاب منها، وهذا أبو عبد الله البخاري - وناهيك به - قد شحن صحيحه بحديث على بن المدينى، وقال: ما استصغرت نفسي بين يدى أحد الا بين يدى على بن المدينى، ولو تركت حديث على، وصاحبه محمد، وشيخه عبد الرزاق، وعثمان بن أبي شيبة، وإبراهيم بن سعد، وعفان، وأبان العطار، وإسرائيل، وأزهر السمان، وبهز بن أسد، وثابت البنانى، وجرير بن عبد الحميد، لغلقنا الباب، وانقطع الخطاب، ولماتت الآثار، واستولت الزنادقة، ولخرج الدجال.

أفما لك عقل يا عقيلي، أتدرى فيمن تتكلم، وإنما تبعناك في ذكر هذا النمط لنذب عنهم ولنزيف ما قيل فيهم، كأنك لا تدرى أن كل واحد من هؤلاء أوثق منك بطبقات، بل وأوثق من ثقات كثيرين لم توردهم في كتابك، فهذا مما لا يرتاب فيه محدث، وأنا أشتهى أن تعرفني من هو الثقة الثبت الذي ما غلط ولا انفرد بما لا يتابع عليه، بل الثقة الحافظ إذا انفرد بأحاديث كان أرفع له، وأكمل لرتبته، وأدل على اعتنائه بعلم الاثر، وضبطه دون أقرانه لاشياء ما عرفوها، اللهم الا أن يتبين غلطه ووهمه [في] الشئ فيعرف ذلك، فانظر اول شئ الى أصحاب رسول الله الكبار والصغار، ما فيهم أحد الا وقد انفرد بسنة، فيقال له: هذا الحديث لا يتابع عليه، وكذلك التابعون، كل واحد عنده ما ليس عند الآخر من العلم، وما الغرض هذا، فإن هذا مقرر على ما ينبغى في علم الحديث.

وإن تفرد الثقة المتقن يعد صحيحا غريبا.

وإن تفرد الصدوق ومن دونه

يعد منكرا.

وإن إكثار الراوى من الاحاديث التي لا يوافق

<<  <  ج: ص:  >  >>