كانت عنده.
وقال أبو الفتح الأزدي: سمعت عدة من أهل العلم بالحديث يذكرون أن عمرو بن شعيب فيما رواه عن سعيد بن المسيب وغيره فهو صدوق، وما رواه عن أبيه عن جده يجب التوقف فيه.
قال المصنف: قلت: وإنما توقفوا فيه لأنه إذا قال عن جده احتمل أن يكون محمداً وذاك لم يلق رسول الله ﷺ، وأما إذا قال: عن جده عبد الله، وسماه كان صحيحاً، وقد ثبت بما قال الدارقطني أن شعيباً رأى عبد الله وإن كان قد أنكر ذلك ابن حبان. [الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (٢/ ٢٢٧)].
• عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي أبو إبراهيم.
قال الآجري: «سألت أبا داود، هل عمرو بن شعيب عندك حجة؟ قال: لا، ولا نصف حجة».
وقال النسائي في «التمييز»: «دخل على بنت أبي سلمة، وروى عنها حديثاً عدوه به تابعيّاً». خلافاً لعبد الغني إذ ذكر جماعة من التابعين رووا عنه، وليس هو بتابعي.
«سمعت ابن راهوية يقول: هو عندنا عدل، وإنما دخل حديثه الوهن؛ لرواية الضعفاء عنه، وقد روى عن عمرو جماعة من الأئمة». قال أبو عبد الرحمن: «وهو لا بأس به».
وفي رواية ابنه عنه: «ثقة». وقال العجلي: «هو ثقة».
وقال البخاري: «شعيب بن محمد سمع عبد الله بن عمرو. سمع منه ابنه عمرو».
وقال أبو عاصم، عن حيوة، عن زياد بن عمرو: «سمع شعيب من محمد، سمع عبد الله ابن عمرو، إنما أردنا بهذا أن شعيباً سمع من ابن عمرو».
قال محمد: «ورأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، والحميدي، وإسحاق بن راهويه، يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده».
قال أبو عبد الله: «فَمَنِ الناس بعدهم؟!».
وفي كتاب «المراسيل» لابن أبي حاتم: «كان مغيرة بن مقسم لا يعبأ بصحيفة عمرو بن شعيب».
وقال مرة: «ما يسرني أن صحيفة عندي بفلسين».
وقال الدارقطني في كتاب «الجرح والتعديل»: «لم يترك حديثه أحد من الأئمة، فإذا بيّن جدّه فهو صحيح».
وقال ابن عدي: «اجتنبه الناس لأجل أحاديثه عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ مع احتمالهم إياه، ولم يدخلوه في صحيح خرجوه، وقالوا: هي صحيفة».
وقال أبو زرعة الرازي: «روي عنه الثقات، إنما أنكروا عليه كثرة روايته؛ عن أبيه، عن جده».
وقال: «إنما سمع أحاديث يسيرة وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها، وما أقل ما تصيب عنه مما روى عن غير أبيه، عن جده من المناكير، وعامة هذه المناكير التي تروى عنه، إنما هي عن المثنى بن الصباحن وابن لهيعة، والضعفاء، وهو ثقة في نفسه، إنما تُكُلِّم فيه بسبب كتاب كان عنده». انتهى كلامه بنصه.
والذي ذكره أبو الفرج عنه: «إنما أنكروا عليه أنه روى صحيفة كانت عنده»، لم أره، والله أعلم.
وسئل أبو حاتم عنه؛ فقال: «ليس بقوي، يكتب حديثه، وما روى عنه الثقات فيذاكر به عمرو، عن أبيه، عن جده، أو بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده؟