قلت: قَطَن بن نُسير؟ فرأيتُه يحمل عليه، وقال: حدَّث عن جعفر بن سُلَيْمان، عن ثابت، عن أَنس: "قصته"، لا أعلم أحدًا يقول: "قصته"، عن أَنس غيره، وذكر أَيضًا مما يُنكَر عليه في روايته. [سؤالات البرذعي (سؤال رقم ٤٥١)].
• قَطَن بن نُسير.
(شهدت أبا زُرْعَة ذكر " كتاب الصحيح "، الذي الفه مسلم بن الحجاج، ثم الفضل الصائغ على مثاله، فقال لي أبو زُرْعَة: هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه فعملوا شيئًا يتشوفون به، الفوا كتابًا لم يسبقوا اليه ليقيموا لأنفسهم رياسة قبل وقتها.
وأتاه ذات يوم، وأنا شاهد، رجل بـ " كتاب الصحيح "، من رواية مسلم، فجعل ينظر فيه، فإذا حديث عن أسباط بن نصر، فقال لي أبو زُرْعَة: ما أبعد هذا من الصحيح، يُدخل في كتابه أسباط بن نصر!!.
ثم رأى في الكتاب قَطَن بن نُسير، فقال لي: وهذا أطم من الأول، قَطَن بن نُسير وصل أحاديث عن ثابت، جعلها عن أَنس.
ثم نظر فقال: يروي عن أحمد بن عيسى المصري في كتابه " الصحيح ".
قال لي أبو زُرْعَة: ما رأيت أهل مصر يشكون في أن أحمد بن عيسى، وأشار أبو زُرْعَة بيده الى لسانه، كأنه يقول: الكذب.
ثم قال لي: يحدث عن أمثال هؤلاء، ويترك عن مُحَمَّد بن عَجْلان ونظرائه، ويُطَرِّق لأهل البدع علينا، فيجدون السبيل بأن يقولوا لحديث إذا احتج عليهم به: ليس هذا في " كتاب الصحيح "، ورأيته يذم وضع هذا الكتاب، ويؤنبه. (١/ ٣٧٦) فلما رجعت الى نيسابور في المرة الثانية، ذكرت لمسلم بن الحجاج إنكار أبي زُرْعَة عليه روايته في هذا الكتاب عن أسباط بن نصر، وقَطَن بن نُسير، وأحمد بن عيسى، فقال لي مسلم: إنما قلتُ صحيح، وإنما أدخلت من حديث أسباط، وقَطَن، وأحمد ما قد رواه الثقات عن شيوخهم، الا أنه ربما وقع اليَّ عنهم بارتفاع، ويكون عندي من رواية من هو أوثق منهم بنزول، فأقتصر على أولئك، وأصل الحديث معروف من رواية الثقات.
وقَدِم مسلم بعد ذلك الى الري، فبلغني أنه خرج الى أبي عَبد الله مُحَمَّد بن مسلم بن وارة، فجفاه وعاتبه على هذا الكتاب، وقال له نحوًا مما قاله أبو زُرْعَة: إن هذا يطرق لأهل البدع علينا، فاعتذر اليه مسلم، وقال: إنما أخرجت هذا الكتاب، وقلت: هو صحاح، ولم أقل: إن مالم أخرجه من الحديث في هذا الكتاب ضعيف، ولكني إنما أخرجت هذا من الحديث الصحيح ليكون مجموعًا عندي، وعند من يكتبه عني، فلا يرتاب في صحتها، ولم أقل: إن ما سواه ضعيف، ونحو ذلك مما اعتذر به مسلم الى مُحَمَّد بن مسلم، فقبل عذره، وحدثه. (١/ ٣٧٧) [سؤالات البرذعي/مسموعاته (١/ ٣٧٥)].
• قطن بن نسير، أبو عباد الغُبَرِيّ.
بصري يسرق الحديث ويوصله. حَدَّثَنا علي بن سَعِيد بن بشير الرازي، وحدثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وأحمد بن حفص السعدي، قالوا: حَدَّثَنا قطن بن نسير، حَدَّثَنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عَن أَنَس؛ أن النبي ﷺ كان لا يدخر شيئا لغد.
وهذا الحديث يعرف بقتيبة عن جعفر، سرقه قطن بن نسير منه، ويروى أَيضًا عن قيس بن حفص