مُحَمَّد بن إِسْحَاق يَقُول: اعرضوا عَليّ علم مَالك؛ فَإِنِّي أَنا بيطاره. فَقَالَ: انْظُرُوا الى دجال من الدجاجلة يَقُول: اعرضوا عَليّ علمي.
وَقَالَ ابْن معِين: قد سمع ابْن إِسْحَاق من أبان بن عُثْمَان، وَسمع من عَطاء، وَسمع من أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، وَسمع أَيْضا من القَاسِم بن مُحَمَّد، وَمن مَكْحُول بن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود.
وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة: قلت لِابْنِ معِين: كَيفَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق عنْدك؟ [قَالَ:] لَيْسَ هُوَ عِنْدِي بِذَاكَ - وَلم يُثبتهُ، وَضَعفه، وَلم يُضعفهُ جدا، فَقلت لَهُ: فَفِي نَفسك من صدقه شيء؟ قَالَ: لَا، كَانَ صَدُوقًا.
وَقَالَ ابْن المَدِينِيّ: وَلَا أعلم أحدا ترك ابْن إِسْحَاق، روى عَنهُ شُعْبَة وسُفْيَان بن سعيد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَحَمَّاد بن سَلمَة وَحَمَّاد بن زيد وَيزِيد بن زُرَيْع وَإِسْمَاعِيل.
وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير: إِذا حدث ابْن إِسْحَاق عَمَّن سمع مِنْهُ من المعروفين فَهُوَ حسن الحَدِيث صَدُوق، وَإِنَّمَا أُتِي أَنه يحدث عَن المجهولين بِأَحَادِيث بَاطِلَة.
وَقَالَ عبد العَزِيز الدرواردي: كُنَّا فِي مجْلِس ابْن إِسْحَاق نتعلم، فأغفى إغْفَاءَة، قَالَ: إِنِّي رَأَيْت فِي المَنَام السَّاعَة: أَن إنْسَانا دخل فِي المَسْجِد وَمَعَهُ حَبل فَوَضعه فِي عنق حمَار فَأخْرجهُ، فَمَا لبثنا أَن دخل رجل المَسْجِد مَعَه حَبل حَتَّى وَضعه فِي عنق ابْن إِسْحَاق فَأخْرجهُ فَذهب بِهِ الى السُّلْطَان فجلد - قَالَ ابْن دَاوُد الزنبري: من أجل القدر.
وَقَالَ حميد بن حبيب: رَأَيْت ابْن إِسْحَاق مجلودا فِي القدر، جلده إِبْرَاهِيم بن هِشَام - خَال هِشَام بن عبد الملك.
وَقَالَ يزِيد بن زُرَيْع: كَانَ ابْن إِسْحَاق قدريا، وَكَانَ رجلا (عَاقِلا).
وَسُئِلَ أَحْمد عَن ابْن إِسْحَاق فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَقُول؟ قَالَ يحيى: سُئِلَ هِشَام فَقَالَ: هُوَ يحدث عَن امْرَأَتي، أَكَانَ يدْخل على امْرَأَتي؟! قَالَ أَحْمد: وَقد يُمكن أَن يسمع مِنْهَا وَقت تخرج الى المَسْجِد أَو خَارِجَة فَسمع، وَالله أعلم.
وَمرَّة قَالَ ابْن معِين: لَيْسَ بِهِ بَأْس، وَهُوَ ضَعِيف الحَدِيث عَن الزُّهْرِيّ.
وَمرَّة قَالَ: لم يسمع ابْن إِسْحَاق من طَلْحَة بن نَافِع شيئا.
وَقَالَ شُعْبَة: لَو كَانَ لي سُلْطَان لأمرت ابْن إِسْحَاق على المُحدثين.
وَمرَّة قَالَ: ابْن إِسْحَاق أَمِير المُؤمنِينَ فِي الحَدِيث.
وَمرَّة قَالَ: أما جَابر وَابْن إِسْحَاق فصدوقان.
وَقَالَ ابْن عدي: ولمحمد بن إِسْحَاق حَدِيث كثير، وَقد روى عَنهُ إِبْرَاهِيم بن سعد وَسَلَمَة بن الْفضل وَمُحَمّد بن سَلمَة وَيحيى بن سعيد الأمَوِي وَسَعِيد بن بزيع وَجَرِير بن حَازِم وَزِيَاد البكائي وَغَيرهم.
وَقد روى " المُبْتَدَأ " و " المبعث "، وَلَو لم يكن لَهُ من الفضل الا أَنه صرف المُلُوك عَن كتب لَا يحصل مِنْهَا شيء وَصرف أشغالهم حَتَّى اشتغلوا بمغازي رَسُول الله ﷺ ومبعثه ومبتدأ الخلق، فهذ فَضيلَة سبق بهَا، ثمَّ بعده صنفه قوم آخَرُونَ، وَلم يبلغُوا مبلغ ابْن إِسْحَاق، وَقد فتشت أَحَادِيثه الكَثِيرَة فَلم أجد فِي أَحَادِيثه مَا يتهيأ أَن يقطع عَلَيْهِ بالضعف، وَرُبمَا أَخطَأ وَوهم فِي الشيء بعد الشيء كَمَا يخطيء غَيره، وَلم يتَخَلَّف عَنهُ فِي الرِّوَايَة عَنهُ أحد من الثِّقَات وَالْأَئِمَّة، وَهُوَ لَا بَأْس بِهِ. [مختصر