للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والله أعلم.

وإنما نبز بالتشيع لأنه صحح حديث غدير خم.

وقد اغتر شيخ شيوخنا أبو حيان بكلام السليماني فقال في الكلام على (الصراط) في أوائل تفسيره: وقال أبو جعفر الطبري وهو إمام من أئمة الإمامية: الصراط بالصاد: لغة قريش الى آخر المسألة. ونبهت عليه لئلا يغتر به فقد ترجمه أئمة النقل في عصره وبعده فلم يصفوه بذلك.

وإنما ضره الاشتراك في اسمه واسم أبيه ونسبته وكنيته ومعاصرته وكثرة تصانيفه والعلم عند الله تعالى، قاله الخطيب.

وأخرج ابن عساكر من طريق محمد بن علي بن محمد بن سهل بن الإمام قال: سمعت أبا جعفر الطبري وجرى ذكر علي فقال أبو جعفر: من قال إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى أيش هو؟ فقال له ابن الأعلم: مبتدع فقال له الطبري منكرا عليه: مبتدع مبتدع، هذا يقتل، من قال: إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى يقتل يقتل.

وقد سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وإسحاق بن أبي إسرائيل والفلاس وبندارا وأبا موسى، ومُحمد بن حميد الرازي وخلق كثيرا.

روى عنه أحمد بن كامل ومخلد بن جعفر وأحمد بن أبي طالب الكاتب وأبو بكر الشافعي وخلق.

قال الخطيب: أخبرنا أبو طالب بن بكير أخبرنا مخلد بن جعفر حَدَّثَنا محمد بن جرير حَدَّثَنا أبو زرعة الرازي حَدَّثَنا ثابت بن محمد حَدَّثَنا سُفيان، عَن حبيب بن أبي ثابت عن طاوُوس عن ابن عباس رفعه: الفخذ عورة.

قال أبو طالب: فذكر أبي أن هذا غريب. وقد حدثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين عن ابن نومرد، عَن أبي زُرْعَة، عَن ثابت بن محمد عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن طاوُوس عن ابن عباس: في كسوف الشمس.

وإلى جنبه: عَن أبي زُرْعَة، عَن ثابت عن إسرائيل، عَن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس حديث: الفخذ.

قال: فيشبه أن يكون أبو زرعة حدث به مرة من حفظه، يعني فوهم فيه إن لم يكن الطبري أخطأ فيه.

قلت: قد حدث به، عَن أبي زرعة على الصواب ابن نومرد المذكور بالإسنادين جميعا فنسبة الخطأ فيه الى الطبري أسهل من نسبته الى أبي زرعة.

قال الخطيب: كان ابن جرير أحد أئمة العلماء يحكم بقوله ويرجع الى رأيه لمعرفته وفضله وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره فكان حافظا لكتاب الله عارفا بالقراءات بصيرا بالمعاني فقيها في الأحكام عالما بالسنن وطرقها عارفا بأقاويل الصحابة والتابعين ومسائل الحلال والحرام عارفا بأيام الناس وأخبارهم. وله تصانيف كثيرة وتفرد بمسائل حفظت عنه: بلغني، عَن أبي حامد الفقيه أنه قال: لو سافر رجل الى أقصى الصين حتى يحصل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا.

وقال ابن بالويه الحافظ: قال لي ابن خزيمة بلغني أنك كتبت تفسير ابن جرير؟ قلت: بل كتبته عنه إملاءً قال: كله؟ قلت: نعم من سنة ثلاث وثمانين الى سنة تسعين قال: فاستعاره مني ابن خزيمة فرده بعد سنتين، ثم قال: نظرت فيه من أوله الى آخره فما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير ولقد ظلمته الحنابلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>