ومنشأه ببخارى، سكن بَغْدَاد مُدَّة وَحَدَّثَهُمْ بِهَا.
كَانَ يضع الحَدِيث عَلَى الثِّقَات، وَيَأْتِي بِمَا لَا أصل لَهُ عَن الأَثْبَات مثل ذَلِك وَغَيره.
روى عَنْهُ: البغداديون، وَأهل خُرَاسَان.
لَا يحل كتب حَدِيثه إلا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب فَقَط.
قَالَ إِسْحَاق بن مَنْصُور الكوسجي: قدم عَلَيْنَا أبو حُذَيْفَة، فَكَانَ يحدث عَن ابن طَاوس وَرِجَال كبار من التَّابِعين مِمَّن مَاتُوا قبل حميد الطَّوِيل، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: كتبت عَن حميد الطَّوِيل؟ قَالَ: فَفَزعَ وَقَالَ: جئْتُمْ تسخرون بِي، حميد بن أَنَس جدي لَمْ ير حميداً، فَقُلْنَا: أَنْتَ تروي عَمَّن مَات قبل حميد بِكَذَا وَكَذَا سنة، قَالَ: فَعلمنَا ضعفه، وَأَنه لَا يعلم مَا يَقُول.
قَالَ أبو حَاتِم: قَدْ رَوَى إِسْحَاقُ بن بِشر هَذَا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «مَرَضُ يَوْمٍ يُكَفِّرُ الذَّنْبَ ثَلاثِينَ سَنَةً».
وَعَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِي ﷺ قَالَ: «إِنَّ المَرَضَ يَتَّبِعُ الذُّنُوبَ فِي المَفَاصِلِ حَتَّى يَسُلَّهُ عَنْهُ سَلاً، فَيَقُومُ مِنْ مَرَضِهِ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
أَخْبَرَنَا بِالْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا الحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ الخَلَّالُ، ثَنَا جَعْفَرُ بن مُحَمَّدٍ البَرْذَعِيُّ بِعَسْقَلانَ، ثَنَا الحُسَيْنُ بن بَيَانٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بن بِشر، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
وَقَدْ رَوَى إِسْحَاقُ بن بِشر هَذَا عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عِكْرِمَة، عَن ابن عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «النَّادِمُ يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةُ، وَالْمُعْجَبُ يَنْتَظِرُ المَقْتُ، وَكُلُّ عَامِلٍ سَيُقْدِمُ عَلَى مَا سَلَفَ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَإِنَّ مَلاكَ الأَعْمَالِ خَوَاتِمُهَا، وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ مَطِيَّتَانِ، فَارْكَبُوهُمَا بَلاغًا إلى الآخِرَة، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّسْوِيفَ بِالتَّوْبَةِ، وَالْغَرَّةَ بِحِلْمِ الله عَنْكُمْ، وَاعْلَمْ أَنَّ الجَنَّةَ وَالنَّارَ أَقْرَبُ إلى أَحَدِكُمْ مِنْ شراكِ نَعْلِهِ، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شرا يره﴾».
أخبرنَا يُوسُف بن بشر بن حَمْزَة الرجاني بحصن مهْدي، ثَنَا أَحْمَد بن سَعِيد الباسياني، ثَنَا إِسْحَاق بن بشر، عَن الثَّوْرِي، فِي نُسْخَة كتبناها عَنْهُ للثوري وَجَعْفَر بن مُحَمَّد وَغَيرهمَا أَشْيَاء مَوْضُوعَة، أكره ذكرهَا فِي الكتب؛ لِأَن فِيمَا ذَكَرْنَا مِنْهُ غنية عَن الاستشهاد بالإكثار عَلَى صِحَة القدح فِي رُوَاته.
رَوَى عَنْ أَبِي مَعْشر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ الله ﷺ على جبل من جبال تهَامَة، إِذا اقبل رجل، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «مِشْيَةُ الجِنِّ، وَنَغَمَةُ الجِنِّ»، فَجَاءَ حَتَّى سَلَّمَ عَلَى رَسُولُ الله ﷺ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله ﷺ: «مَنْ أَنْتَ»؟ فَقَالَ: أَنَا الهَامُ بن الْهَيِّمِ بن لاقَيْسِ بن إِبْلِيسَ، قَالَ: «بَيْنَكَ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ أَبَوَانِ»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «كَمْ أَتَى عَلَيْكَ مِنَ السِّنِينَ»؟ قَالَ: أَفْنَيْتُ عُمَرَ الدُّنْيَا إلا قَلِيلاً، قَالَ: «كَمْ»؟ قَالَ: كُنْتُ فِي زَمَنِ قَابِيلَ حِينَ قَتَلَ هَابِيلَ، كُنْتُ وَأَنا غُلَام ابن أَعْوَامٍ، أَدْخُلُ الآجَامَ، وَأَعْلُوا الآكَامَ، وَآمُرُ بِإِفْسَادِ الطَّعَامِ وَقَطِيعَةِ الأَرْحَامِ، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «بِئْسَ عَمَلُ الشَّبَابِ المُتَلَوِّمُ، وَالشَّيْخُ المُتُوَسِّمُ»، ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلاً.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن سَهْلِ بن حَمَّادٍ الحَلَّابُ بِتُسْتَرَ، ثَنَا عَمَّارُ بن يَزِيدَ المُفَسر، ثَنَا إِسْحَاقُ بن بِشر، ثَنَا أبو معشر، عَن نَافِع. [المجروحين لابن حبان (١/ ١٣٥)].