للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرَّاسِبِي لَيْسَ بِصَاحِب كتاب، وَهُوَ ضَعِيف الحَدِيث.

قَالَ أبو حَاتِم: وَالَّذِي أميل اليْهِ فِي أبي هِلَال الرَّاسِبِي ترك مَا انْفَرد من الأَخْبَار التِي خَالف فِيهَا الثِّقَات، والاحتجاج بِمَا وَافق الثِّقَات، وَقبُول مَا انْفَرد من الرِّوَايَات التِي لم يُخَالف فِيهَا الأثابت التِي لَيْسَ فِيهَا مَنَاكِير؛ لِأَن الشيخ إِذا عرف بِالصّدقِ وَالسَّمَاع ثمَّ تبين مِنْهُ الوَهم وَلم يفحش ذَلِك مِنْهُ لم يسْتَحق أَن يعدل بِهِ عَن العُدُول الى المَجْرُوحين الا بعد أَن يكون وهمه فَاحِشاً وغالباً، فَإِذا كَانَ كَذَلِك اسْتحق التّرْك، فَأَما من كَانَ يخطئ فِي الشيء اليَسير فَهُوَ عدل، وَهَذَا مِمَّا لَا يَنْفَكّ عَنهُ البشر، الا أَن الحكم فِي مثل هَذَا إِذا علم خَطؤُهُ تجنبه وَاتِّبَاع مَا لم يخطئ فِيهِ، هَذَا حكم جمَاعَة من المُحدثين العارفين الذين كَانُوا يخطئون، وَقد فصلناهم فِي الكتاب على أَجنَاس ثَلَاثَة:

فَمنهمْ من لَا يحْتَج بِمَا انْفَرد من حَدِيثَة وَيقبل غير ذَلِك من رِوَايَته.

وَمِنْهُم من يحْتَج بِمَا وَافق الثِّقَات فَقَط من روياته.

وَمِنْهُم من يقبل مَا لم يُخَالف الأَثْبَات، ويحتج بِمَا وَافق الثِّقَات. [المجروحين لابن حبان (٢/ ٢٨٣)].

• مُحَمَّد بن سليم الرَّاسِبِي.

يَقُول إِبْرَاهِيم بن أَحْمد: أبو هِلَال الرَّاسِبِي، قَالَ يَحْيَى بن معِين: أبو هِلَال الرَّاسِبِي لَيْسَ بِشيء، كَانَ يعادي ويوالي على القدر، كَانَ قدريا.

قَالَ الأَثْرَم قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: أبو هِلَال يحْتَمل حَدِيثه، الا أَنه يُخَالف فِي قَتَادَة، وَهُوَ مُضْطَرب الحَدِيث.

رَوَى عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابن المُسيبِ، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ ، قَالَ: «إِذَا بُويِعَ لِلْخَلِيفَتَيْنِ» وَإِنَّمَا رَوَى هَذَا الجُرَيْرِيُّ، قَالَ: عَنْ أبي نَضرةَ، عَنْ أبي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ: «إِذَا بُويِعَ لِلْخَلِيفَتِيْنِ فَاقْتُلُوا الذِي … » وَلَهُ غَيْرُ حَدِيثٍ مُنْكَرٍ.

قَالَ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد: وَإِن كَانَ مُحَمَّد بن سليم هَذَا مديني نزل البَصرة فَلهُ، أَحَادِيث مَنَاكِير. رَوَى عَنْ مَالِكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ سَعِيدِ بن المُسيبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بن الخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «وَضَعْتُ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الجَنَّةِ، وَمَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ».

وَرَوَى بَعْضَ هَذَا اللَّفْظِ عَنْ مَالِكٍ أَحْمَدُ بن يَحْيَى بن المُنْذِرِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ ، قَالَ: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ».

وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ أَيْضًا عَنْ مَالِكٍ، لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ.

[تعليقات الدارقطني على كتاب المجروحين (ص/٢٤٦)].

• مُحَمد بن سليم أبو هلال الراسبي.

حَدَّثَنَا أحمد بن الحسين الصُّوفيّ، حَدَّثَنا مُحَمد بن عَبد الله بن عمار، قَال: كان يَحْيى بن سَعِيد لا يعبأ بأبي هلال.

كتب الى مُحَمد بن الحسن البري، حَدَّثَنا عَمْرو بن علي، قال: وكان يَحْيى لا يُحَدِّثُ عَن أبي هلال، وقال: وكان عَبد الرحمن يحدث عنه، وسمعت يزيد بن زريع، يقول: عدلت عَن أبي بكر الهذلي، وَأبي هلال عمدا.

سمعتُ ابن حماد، يقول: قال البُخارِيّ: مُحَمد بن سليم أبو هلال الراسبي، ولم يكن من بني راسب، إنما كان نازلا فيهم، كان يَحْيى بن سَعِيد لا يروي عنه، وكان ابن مهدي يروي عنه، وَهو مولى أسامة بن لؤي من قريش بصري، روي عن الحسن، وابن سيرِين.

<<  <  ج: ص:  >  >>