للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى عنه الحافظان أبو محمد الدمياطي وأبو الحسين اليونيني.

وقال البرزالي: هو أول من سمعت منه من الأدباء وحدث عنه من شعره بالسماع شيخ شيوخنا محمد بن الخباز، وَغيره، واتفق أنه حضر سماعا فقال المنشد: من شعر ابن إسرائيل الأبيات التي فيها قوله:

وما أنت غير الكون بل أنت عينه … ويفهم هذا السر من هو واثقفصاح نجم الدين بن الحليم الفقيه: كفرت كفرت، فقال له ابن إسرائيل: لا، ما كفرت ولكن أنت ما تفهم هذه الأشياء فحصلت بينهما مشاجرة وافترق ذلك الجمع وسافر ابن إسرائيل فرارا.

فمن نظمه المؤذن بمعتقده:

إن غَيَّبَتْ ذاتها عني فلي بصر

يرى محاسنها في كل إنسان

في القلب سر لليلى لو نطقتُ به

جهرا لأفتوا بكفري بعد إيماني

.

ومنه:

أراه بأوصاف الجمال جميعها

بغير اعتقاد للحلول المفند

ففي كل هيفاء المعاطف غادة

وفي كل مصقول السوالف أغيد

وعند اعتناقي كل قد مهفهف

ورشفي رضابا كالرحيق المبرد

وفي الدر والياقوت والمسك والحلى

على كل ساجي الطرف لدن المقلد

وفي الراح والريحان والسمع والغنا

وفي سجع ترجيع الحمام المغرد

وفي الروضة الغناء غب سماءها

يضاحك نور الشمس نوارها الندى

وفي صفو رقراق الغدير إذا حكى

وقد جَعَّتدَتْه الريح صفحة مبرد

وفي حسن تنميق الخطاب وسرعة

الجواب وفي الخط الأنيق المجود

وفي رحمة المعشوق شكوى محبه

وفي رقة الألفاظ عند التودد

.

واستمر يقول: وفي وفي الى أن كاد يستوعب ثم قال:

كذلك أوصاف الجلال مظاهر

أشاهده فيها بغير تردد

ففي صولة القاضي الجليل وقاره

وفي سطوة السلطان عند التمرد

وفي شدة الليث الهصور برأسه

وفي شد عيس بالسقام مبلد

وعند خشوعي في الصلاة لِعِزَّة

مناجى وفي الإطراق عند التشهد

.

الى أن قال:

ويبدو بأوصاف الكمال فلا أرى

برؤيته شيئا قبيحا، وَلا ردي

فكل مسيء بي الي لمحسن

وكل مصل لي لدي كمرشد

.

وهي مِئَة بيت. وقد تقدم من شعره في ترجمة شيخه الشيخ علي الحريري.

واشتهرت قصته مع ابن الخيمي في القصيدة الغرامية التي نظمها ابن الخيمي وضاعت منه مسودتها فطفر بها ابن إسرائيل فبيضها وادعاها

<<  <  ج: ص:  >  >>