أَرَاحَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ، لَقَدْ كَانَ يَنْقُضُ الإِسْلامَ عُرْوَةً عُرْوَةً.
أَخْبَرَنَا عبد الْكَبِير عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ بِالْبَصرةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جُنْدُبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّي وَاقِفٌ عَلَى دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ، فَخَرَجَ شيخٌ مُلَبِّبُ شيخًا وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا غَيْرُ دِينِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَقُلْتُ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِي: مَنْ هَذَيْنِ الشيخَيْنِ؟ قَالَ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مُلَبِّبُ أَبَا حَنِيفَةَ.
أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ يَقُولُ: قُلْتُ لأَبِي حَنِيفَةَ، إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ صلى: بهما خَمْسًا، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ السَّلامِ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ، إِنْ لَمْ يَكُنْ جَلَسَ فِي الرَّابِعَةِ فَمَا تَسْوَى هَذِهِ الصَّلاةُ هَذِهِ -وَأَشَارَ إِلَى شيءٍ مِنَ الأَرْضِ- فَأَخَذَهُ وَرَمَى بِهِ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشيبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ بِمَكَّةَ، وَجَاءَ سُلَيْمَانُ، فَقَالَ: إِنِّي لَبِسْتُ خُفَّيْنِ وَأَنَا مُحْرِمٌ، أَوْ قَالَ لَبِسْتُ السراوِيلَ وَأَنَا مُحْرِمٌ، فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ: عَلَيْكَ دَمٌ، قَالَ: فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ: وَجَدْتُ نَعْلَيْنِ أَوْ وَجَدْتُ إِزَارًا؟ فَقَالَ: لَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ، فَقَالَ: سَوَاءَ وَجَدَ أَمْ لَمْ يَجِدْ، فَقُلْتُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ بن عَبَّاسٍ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: السراوِيلُ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ، وَالْخُفَّيْنِ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ.
وَأَخْبَرَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ بن عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: السراوِيلُ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ، وَالْخُفَّيْنِ لمن لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ.
قَالَ: فَقَالَ: بِيَدِهِ كَأَنَّهُ لَمْ يَعْبَأْ بِالْحَدِيثِ، فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَتَلَقَّانِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا أَرْطَاةَ مَا تَقُولُ فِي مُحْرِمٍ لَبِسَ السراوِيلَ، أَوْ لَبِسَ خُفَّيْنِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زيد، عَن بن عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: السراوِيلَ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ، وَالْخُفَّيْنِ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَق عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: السراوِيلُ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ، وَالْخُفَّيْنِ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا بَالُ صَاحِبِكُمْ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: وَمَنْ ذَاكَ وَصَاحِبُ ذَاكَ قَبَّحَ اللَّهُ ذَاكَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بِأَنْطَاكِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا: عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي حَنِيفَةَ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَعْتَقَ جَارِيَةً وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا؟ قَالَ: لَا يَجُوزُ، قُلْتُ: كَيْفَ أَنَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: ثِقَةً.
قُلْتُ: فَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ قَالَ: ثِقَةً، قُلْتُ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: كُنْتُ أَشْتَهِي أَنْ يَكُونَ تما بِدُرَيْهِمَاتٍ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عَوْنٍ الرَّيَّانِيُّ بِنَسَا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن حجر، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَنِ الْخَلِيطَيْنِ خَلِيطِ الْبُسر وَالتَّمْرِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا.
قُلْتُ: هَلْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ يُحَدِّثُ فِيهِ بِرُخْصَةٍ كَمَا حَدَّثَ فِي نَبِيذِ الْجَرِّ؟ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ. قُلْتُ: مَا تَصْنَعُ