للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَأَيت الحَجاج بن أرطأة عَليه قَميص أَسود ورِداء أَسودُ، وقَد خَضَب بِالسَّواد، مُتَّكِئًا على مَرافِق حُمر، قال يَزيدُ: فَكان يقول: أَبعد قَضاء البَصرة، وشرط الكُوفَة، وكان يَقضي بالبصرة، ثُم يقول: هَذا قَضاء أَمير المُؤمِنين عَلي بن أبي طالب، قال: وولي قَضاءَها ثَلاثَة أَشهُر، قال: وجَلَس حَجاج يُفتي في مَسجِد الكُوفَة، وهو ابن عِشرين سنةً، وكان الحَكيم بن عُتَيبَة يَجلس اليه، وهو الذي أَجلَسَه للفُتيا، قال يَزيدُ: وقال الحَجاجُ: أَهلَكَني حُب الشرفِ.

حدثنا أَحمد بن عَلي الأَبارُ، قال: حَدثنا أبو سَعيد الأَشَج، قال: حَدثنا عَبد الله بن الأَسود الحارِثي، قال: كان الحَجاج بن أرطأة يُقيم على رُؤُوسِنا غُلامًا أَسوداً، وقال: مَن رَأَيتُه يَكتُب فَجُر بِرِجله، فَقام اليه رَجُل فقال: سَوأَة لَك يا أَبا أرطأة، يَأتيك نُظَراؤُك وأَبناء نُظَرائِك مِن أَبناء القَبائِل، ثُم تَأمُر هَذا الأَسود بِما تَأمُر به؟ قال: فَلَم يَأمُره بعد ذَلكَ.

حدثنا مُحمد بن إِسماعيل، قال: حَدثنا الحَسن بن عَلي، قال: سمعتُ يَزيد بن هارون، قال: كُنا لا نَكتُب عند الحَجاج بن أرطأة، وكان لَه غِلمان يَطُوفُون في الحَلَقَة، فَمَن رَأَوه يَكتُب أَقامُوهُ.

حدثني زِنجَويه بن مُحمد اللَّبادُ، قال: حَدثنا مُحمد بن عَبد الوهاب، قال: حَدثنا عَلي بن عَثَّام بن عَلي، قال: كان للحَجاج بن أرطأة غُلام قائِم على رَأسِه يَضرب مَن يَكتُبُ، الاَّ حَفص بن غياث، فَإِنه كان مِن العَشيرَة فَلا يُمنَعُ، قال عَليُّ: قال حَفص: كان أبو سَيف مُستَمليه، وكان يُملي على الناس في هَذه الجُمُعة ما حَدَّث تِلك الجُمُعةِ.

حدثنا مُحمد بن إِسماعيل، قال: حَدثنا مُحمد بن فُضَيل، قال: حَدثنا العَلاء بن عُصَيم، قال: جاء ابن شُبرُمَة والحَجاج بن أرطأة الى الأَعمش، قال: فقال لَه الحَجاجُ: يا سُليمان، لَم تَنتَه حَتَّى مَشَت اليك الأَشرافُ، قال: إِذًا يَرجِعُوا بِغَير حَوائِجِهِم، ثُم دَخَل وأَغلَق الباب في وجُوهِهِم.

حدثنا مُحمد بن عُثمان بن أبي شَيبة، قال: حَدثنا عَمار بن أبي مالك الجَنبي، قال: سمعتُ أَبي يقول: جاء الحَجاج بن أرطأة يَومًا الى الأَعمش وهو على بابه، فَوقَفَ، ثُم سَلَّم، فقال: قَعَدت يا أَبا مُحمد في مَنزِلك يَأتيك الأَشرافُ، قال الأَعمش: فَلتَقعُد الأَشراف في مَنازِلها، لا حاجَة لَنا فيها! حدثنا مُحمد بن عُثمان بن أبي شَيبة، قال: حَدثني أَبي، عن جَدّي، قال: قُلت للحَجاج بن أرطأة: ما رَأَيت أَحَدًا أَحسَن أَصابِع مِنكَ! قال: إِنَّها مَدارِج الكَرَمِ.

حدثنا أَسلَم بن سَهل الواسِطي، قال: سمعتُ وهب بن بَقيَّة الواسِطي يقول: سمعت خالد بن عَبد الله يقول: دَخَل الحَجاج بن أرطأة المَسجِد، فَقيل لَه: هاهُنا يا أَبا أرطأة، فقال: أَنا صَدر حَيث ما جَلَستُ.

حدثنا مُحمد بن إِسماعيل، قال: حَدثنا الحَسن بن عَلي، حَدثنا نُعيم بن حَماد، حَدثنا نُوح، يَعني: ابن أَبي مَريم قال: رَأَيت الحَجاج بن أرطأة مع المَهدي بِنَيسابُورَ، في قبة من خَلَنجٌ، وقَد غُص البَيت بِأَهله، فَلَما دَخَل جَلَس عِند أُسكُفَّة الباب، فَقيل لَه: هاهُنا يا أَبا أرطأة اجلس في صَدر المَجلس، فقال: حَيثُما كُنت كان صَدر المَجلس لي، قال نُوحٌ: وسمعتُه يقول: قَتَلَني حُب الشرفِ.

حدثنا مُحمد بن عُثمان بن أبي شَيبة، قال: حَدثنا إِسماعيل بن مُحَمد الطَّلحي، قال: حَدثنا أبو مالك الجَنبي، قال: جاء الحَجاج بن أرطأة، فَدَخَل المَسجِد الحَرام، وقَد حَج عِيسى بن مُوسَى، وهو في المَسجِد،

<<  <  ج: ص:  >  >>