دَاوُدَ بن الْجَرَّاحِ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بن عُمَارَةَ يَقُولُ: النَّاسُ كُلُّهُمْ مِنِّي فِي حِلٍّ خَلا شُعْبَةَ، فَإِنِّي لَا أَجْعَلُهُ فِي حِلٍّ حَتَّى أَقِفَ أَنَا وَهُوَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ﷿ فَيَحْكُمَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ.
قَالَ أبو حَاتِم ﵁: كَانَ بلية الحَسَن بن عُمَارة أَنه كَانَ يُدَلس عَن الثِّقَات مَا وضع عَلَيْهِم الضُّعَفَاء، كَانَ يسمع من مُوسَى بن مطير، وَأبي العطوف، وَأَبَان بن أبي عَيَّاش وأضرابهم، ثُمَّ يسْقط أَسْمَاءَهُم ويرويها عَن مشايخهم الثِّقَات، فَلَمَّا رأى شُعْبَة تِلْكَ الأَحَادِيث المَوْضُوعَة التِي يَرْوِيهَا عَن أَقوام ثِقَات أنكرها عَلَيْهِ وَأطلق عَلَيْهِ الجرْح وَلَمْ يعلم أَن بَينه وَبينهمْ هَؤُلاءِ الكَذَّابين، فَكَانَ الحَسَن بن عُمَارَة هُوَ الجَانِي عَلَى نَفْسه بتدليسهم عَن هَؤُلاءِ وإسقاطهم من الأَخْبَار حَتَّى التزق الموضوعات بِهِ، وَأَرْجُو أَن اللَّه ﷿ يرفع لشعبة فِي الجنان دَرَجَات لَا يبلغهَا غَيره الا من عمل عمله بذبه الكَذِب عَمَّن أخبر اللَّه ﷿ أَنَّهُ لَا ينْطق عَن الهوى إِن هُوَ الا وَحي يُوحى ﷺ، وَالْحسن بن عُمَارَة هُوَ صَاحب حَدِيث الدُّعَاء بَعْد الوتر.
رَوَى عَنْ دَاوُدَ بن عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جده، عَن ابن عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَخْتِمُ وِتْرَهُ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَهُوَ جَالِسٌ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الوِتْرِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أسألك رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي، وَتَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي، وَتَلُمُّ بِهَا شَعَثِي، وَتَرُدُّ بِهَا الفَتِي، وَتَحْفَظُ بِهَا غَايَتِي، وَتَرْفَعُ بِهَا شهادتي، وَتُزَكِّي بِهَا عَمَلِي، وَتُبَيِّضُ بِهَا وَجْهِي، وَتُلْهِمُنِي بِهَا رُشْدِي، وَتَعْصِمُنِي بِهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا صَادِقًا، وَيَقِينًا لَيْسَ بعده كفر، ورحمة أَنَالُ بِهَا شرفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الفَوْزَ عِنْدَ القَضَاءِ، وَمَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَعَيْشَ السُّعَدَاءِ، وَالنَّصر عَلَى الأَعْدَاءِ، وَمُرَافَقَةِ الأَنْبِيَاءِ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِنْ كَانَ قَصر عَمَلِي وَضَعُفَتْ نِيَّتِي وَافْتَقَرْتُ الى رَحْمَتِكَ فَأَسْأَلُكَ يَا قَاضِيَ الأُمُورِ وَيَا شَافِيَ الصُّدُورِ كَمَا تُجِيرُ بَيْنَ البُحُورِ أَن تجيرني من عذا السعير، وَمن دعة الثُّبُورِ، وَمِنْ فِتْنَةِ القُبُورِ.
اللَّهُمَّ مَا قَصر عَنْهُ عَمَلِي وَلَمْ تبلغه مَسْأَلَتي من خير ووعدته أَحَدًا مِنْ عِبَادِكَ أَوْ خَيْرًا أَنْتَ مُعْطِيهِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَرْغَبُ اليْكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلا مضلين، حَربًا لأعدائك، وَسلم لأَوْلِيَائِكَ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ النَّاسَ، وَنُعَادِي بِعَدَاوَتِكَ مَنْ خَالَفَكَ.
اللَّهُمَّ ذَا الأَمْرِ الرَّشِيدِ، وَالْحَبْلِ الشَّدِيدِ، أسْأَلُكَ الأَمْنَ يَوْمَ الوَعِيدِ، وَالْجَنَّةَ يَوْمَ الخلود، من المُقَرَّبِينَ الشُّهُودِ، الرُّكَّعِ السُّجُودِ، المُوفِينَ بِالْعُهُودِ، إِنَّكَ رَحِيمٌ وَدُودٌ، وَأَنْتَ تفعل مَا تُرِيدُ.
اللَّهُمَّ رَبِّي وَإِلَهِي، هَذَا الدُّعَاءُ وَعَلَيْكَ الإِجَابَةُ، وَهَذَا الجَهْدُ وَعَلَيْكَ التُّكْلانُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الا بِاللَّهِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي نُورًا فِي قَلْبِي، وَنُورًا فِي قَبْرِي، وَنُورًا فِي بَصري، وَنُورًا فِي سَمْعِي، وَنُورًا فِي شَعْرِي، وَنُورًا فِي بِشري، وَنُورًا فِي لحمي وفِي بَدَنِي، وَنُورًا فِي عِظَامِي، وَنُورًا مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ، وَنُورًا مِنْ خَلْفِي، وَنُورًا مِنْ فَوْقِي، وَنُورًا مِنْ تَحْتِي، وَنُورًا عَنْ يَمِينِي، وَنُورًا عَنْ شِمَالِي، اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا، اللَّهُمَّ زِدْنِي نُورًا.
ثُمَّ تَرْفَعُ صَوْتَكَ وَتَقُولُ: سُبْحَانَ الذِي لَبِسَ العِزَّ وَفَاخَرَ بِهِ، وَتَعَطَّفَ المَجْدَ وَتَكَرَّمَ بِهِ، سُبْحَانَ الذِي لَا