سماعا منه، قَالَ: سَمِعْتُ الحسين الكرابيسي يقول: كان هَاهُنا ببغداد قاض، يُقَال له: أبو مرحوم الحجام، كان يكون في مسجد وكان يجتمع اليه الناس فقام يومًا وقال: سلوني عن التفسير وتفسير التفسير قال: فقام رجل من وراء الداربزين، فقال: يا أبا مرحوم قال: طعنة يا ابن الفاعلة فقالوا له: رجل دعا لك تقول له مثل هذا المقال؟ فقال: الم تسمع الله يقول: ﴿إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون﴾، فقال له: ما تقول في المزابنة والمحاقلة؟ قال: المحاقلة حَلَق الثياب عند السمسار، والمزابنة أن تسمي أخاك المسلم زبون، قال حسين الكرابيسي: فأنا قاعد ذات يوم على باب داري حتى مر بي شيخ محلوق الرأس واللحية معه زنبيل فيه خيار أصفر، فقلت: يا شيخ لم حلقت رأسك ولحيتك؟ قال: حكم الكتاب والسنة، قالَ: قُلتُ له: وأيش من حكم الكتاب والسنة؟ قَال: قَال لنا أبو مرحوم: إخواني إن ذا الشعر نبتت على الضلالة فاحلقوها حتى تنبت على الطاعة، قال: فحمل الناس على أن حلقوا لحاهم له، وذلك إنما جرى ذلك أن الجهل يغلب العلم.
سمعتُ إبراهيم بن إسحاق السمرقندي بمصر يقول: سَمعتُ سعد بن مُحَمد البيروتي يقول: سَمعتُ سَعِيد بن عَبد العزيز البيروتي يقول: كان عندنا من قال للناس: احلقوا لحاكم فإنها نبتت على الضلالة حتى تنبت على الطاعة قال: فحمل الناس كلهم على حلق اللحى، فكنت لا تلقى أحدًا الاَّ محلوق اللحية.
سمعت أحمد بن الحسين الكرخي يقول: سَمعتُ إسحاق بن حسين شمخصة يقول: كان يجالسنا رجل حمال قال: ففقدناه قال: فلقيته فقلت: يا أبا جعفر ما لي ليس أراك عندنا؟ قال: حذرنا أبو عَبد الله عنكم، قالَ: قُلتُ: يا أبا جعفر النبي ابن مَنْ؟ قال: ابنه ﵎، قالَ: قُلتُ: أكثر الله في أصحاب أبي عَبد الله مثلك قال: وسجد رجل منهم، فقال في سجوده: سجد وجهي للماص بظر أمه وذكر كلاما.
قال ابنُ عَدِي: كان شمخصة هذا مقيما بمكة فكان يدفع الى الخراسانيين دراهم ليلعنوه فقيل له في ذلك، فقال: أشتهر في الدنيا، وكان شمخصة صاحب الكرابيسي.
حَدَّثَنَا أحمد بن الحسن الكرخي من كتابه، حَدَّثَنا الحسين الكرابيسي، حَدَّثَنا إسحاق الأزرق، حَدَّثَنا عَبد الملك، عن عطاء، عنِ الزُّهْريّ، قَال: قَال رسول الله ﷺ: إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليهرقه وليغسله ثلاث مرات.
قال الشيخ: قال لنا أحمد بن الحسن: كان الكرابيسي يسأل عنه.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن منير بن حيان، حَدَّثَنا عُمَر بن شبة، حَدَّثَنا إسحاق الأزرق بإسنادِه نَحوه، موقوف.
قال الشَّيخ: ولا أدري ذكر فيه الإهراق والغسل ثلاث مرات أم لا، وهذا لا يرويه غير الكرابيسي مرفوعا الى النبي ﷺ وعلى ما ذكر في متنه من الإهراق والغسل ثلاث مرات.
قال ابنُ عَدِي: وَالحُسَين الكرابيسي له كتب مصنفة ذكر فيها اختلاف الناس من المسائل، وكان حافظا لها، وذكر في كتبه أخبارا كثيرة ولم أجد منكرا غير ما ذكرت من الحديث، والذي حمل أحمد بن حنبل عليه من أجل اللفظ في القرآن، فأما في الحديث فلم أر به بأسا.
سمعت مُحَمد بن عَبد الله الشافعي يقول: يخاطب المتعلمين لمذهب الشافعي ويقول لهم: اعتبروا بهذين