ثم قال الكاشغري: وحدثنا القدوة تاج الدين محمد بن أحمد الخراساني بطيبة سنة سبع وسبع مِئَة قال: أما بعد، فهذه أربعون حديثا ثنائيات انتخبتها مما سمعته من الشيخ جلال الدين أبي الفتح موسى بن مجلى بن سلاوج سئل بالخانقاه بسمنان من الهند، عَن أبي الرضا رتن بن نصر صاحب النبي عن النبي ﷺ.
قال: ذرة من أعمال الباطن خير من الجبال الرواسي من أعمال الظاهر.
وقال: الفقير على فقره أغير من أحدكم على أهل بيته. ثم سرد الأربعين.
ومنها: وقال رتن: كنت في زفاف فاطمة على علي في جماعة من الصحابة وكان ثم من يغني فطابت قلوبنا ورقصنا فلما كان الغد سألنا رسول الله ﷺ عن ليلتنا فأخبرناه فلم ينكر علينا ودعا لنا وقال: اخشوشنوا وامشوا حفاة تروا الله جهرة.
قال الذهبي: ووقفت على نسخة يرويها عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السمرقندي حدثني صفوة الأولياء جلال الدين موسى بن مجلى بن بندار الدنيسري، أخبرنا رتن بن نصر بن كربال الهندي عن النبي ﷺ قال: إياكم وأخذ الرفق من السوقة والنسوان فإنه يبعد من الله.
وقال: لو أن ليهودي حاجة الى أبي جهل وطلب مني قضاءها لترددت الى باب أبي جهل مِئَة مرة في قضائها.
وقال: شق العلم جوف العالم أحب الى الله من شق جوف المجاهد في سبيل الله. وقال: نقطة من دواة عالم على ثوبه أحب الى الله من عرق مِئَة ثوب شهيد.
وقال: من رد جائعا وهو يقدر على أن يشبعه عذبه الله ولو كان نبيا مرسلا.
وقال: ما من عبد يبكي يوم قتل الحسين الا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل.
وقال: البكاء في يوم عاشوراء نور تام يوم القيامة.
وقال: من أعان تارك الصلاة بلقمة فكأنما أعان على قتل الأنبياء كلهم.
فذكر نحوا من ثلاث مِئَة حديث وذكر أن في الجزء طبقة سماع للكاشغري على أبي عبد الله أحمد بن أبي المحاسن يعقوب بن إبراهيم الطيبي الأسدي بسماعه لها على موسى بن مجلى بخوارزم سنة خمس وستين.
قال الذهبي: فأظن أن هذه الخرافات من وضع موسى هذا الى أن قال: وإسناد فيه الكاشغري والطيبي، وَابن مجلى سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب ولو نسبت هذه الأخبار الى بعض السلف لكان ينبغي أن ينزه عنها فضلا عن سيد البشر.
ثم ذكر أقل ما في عصره من الإسناد عددا الى النبي ﷺ بالرواة الثقات وأن المكذوب كالعدم.
ثم استطرد الى ذكر غلاة الصوفية.
وقول بعضهم: حدثني قلبي عن ربي ثم الى أهل الوحدة ومن يزعم منهم أنه عين الإله.
ثم قال: واعلموا أن همم الناس ودواعيهم متوفرة على نوادر الأخبار فأين كان هذا الهندي في هذه الستمِئَة سنة أما كان من قرب من بلده يتسامع به ويرحل اليه أين كان لما فتح محمود بن سبكتكين الهند في المِئَة الرابعة وقد صنفوا سيرته وفتوحه ولم يتعرض أحد من أهل ذلك العصر لذكر هذا الهندي. ثم