وَذكر أَنَّهُ كَانَ عَلَى سطح فَمر بِهِ حمام فَقَالَ: يشبه أَن يَكُون حمامنا الفُلَانِيّ الذِي طَار، فَقَالَ لَهُ إِنْسَان: هَذَا فِي الهَوَاء، كَيْفَ تعرفه؟ فذرق الطير فَإِذَا هُوَ مَكْتُوب: صدق، عَلَى الأَرْض بذرقة، وَمَا يشبه هَذَا.
وَذكر لي أَحْمَد بن الْحَسَن عَنْهُ أَشْيَاء كَثِيرَة كرهت التَّطْوِيل فِي ذكرهَا، فَمن اسْتحلَّ مثل هَذَا لَا يَجُوز الاحْتِجَاج بِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنْهُ الا عَلَى سَبِيل الاعْتِبَار.
فَأَما كتاب السّنَن التِي رَوَاهَا عَن الشَّافِعِي، فَهِيَ كلهَا صَحِيحَة فِي نَفسهَا من كتب حَرْمَلَة من المَبْسُوط، أَوْ سمع من جده تِلْكَ.
وَذكر ابن عدي: رأيته سنة سبع وسبعين وَمِائَتَيْنِ يحدث عَن ثَابت الزَّاهِد، وَعبد الصَّمد بن النُّعْمَان، وَغَيرهمَا من قدماء الشُّيُوخ يَوْمًا قَدْ مَاتُوا قبل أَن يُولد أبو طَاهِر، وما رأيت فِي الكَذَّابين أقل حَيَاء مِنْهُ، وَكَانَ ينزل عِنْده أَصْحَاب الحَدِيث فَيحمل من عِنْدهم ورقة فَيحدث بِمَا فِيهَا، وباسم من كتب الكتاب فَيحدث عَن الرجل الذِي اسْمه فِي الكتاب وَلَا يُبَالِي ذَلِكَ حَتَّى مَات بسرس، ذكره ثَابت الزَّاهِد، وَعبد الصَّمد بن النُّعْمَان، ونظرائهما، وَكَانَ بعدهمَا، لِأَنِّي فِي سنة لما رَأَيْته سبعين سنة أَوْ نَحوه، وَلَكِن ثَابتا الزَّاهِد مَات قبل العشرين بِسنتَيْنِ أَوْ بعده بِيَسِير، وَعبد الصَّمد فِي سنه، وَكَانُوا قَدْ مَاتُوا قبل أَن يُولد أبو طَاهِر. [المجروحين لابن حبان (١/ ١٥١)].
• أحمد بن طاهر بن حرملة.
ابن أخي حرملة بن يَحْيى.
ضعيف جدا، يكذب في حديث رسول الله ﷺ إذا روى، ويكذب في حديث الناس إذا حدث عنهم.
سمعت أحمد بن علي بن الحسن المدائني يقول: سَمعتُ أحمد بن طاهر بن حرملة يقول: رأيت بالرملة قردا يصوغ، فإذا أراد أن ينفخ أشار الى رحل حتى ينفخ له.
قال وسمعتُه يقول: مررت ببرادة وأنا عطشان، فأخذت بندقة فرميت البرادة، فانثقب منها بمقدار ما جعلت فمي تحتها، وكان الماء ينصب في حلقي حتى رويت، ثم رميتها ببندقة أخرى فانسدت الثقبة.
حَدَّثَنَا أحمد بن علي بن الحسن، حَدَّثَنا أحمد بن طاهر بن حرملة، حَدَّثَنا جَدِّي حرملة، حَدَّثَنا مُحَمد بن إدريس الشافعي قال: أخبرت بامرأة بصنعاء لها جسمان على جسم قال: فتزوجتها ودخلت بها، فرأيت جسمين: جسم منها يدان ورأس وتحتها قدمان قال: ثم متعتها وانصرفت عنها، وغبت غيبة ثم رجعت الى صنعاء فسألت عنها فقيل لي: مات أحد الجسمين، فتزوجتها ثم دخلت بها فرأيت موضع أحد الجسمين، وَهو أيمن الجسم الباقي مقطوعا كقطع صرة الإنسان، فسألت عنها فقيل: اعتل فلقي من الجسم الآخر شغلا فقطعته بعض عجائزنا اليمانيات بخيط كما تقطع صرة الصبي.
وحدث أحمد هذا عَن جَدِّهِ حرملة عن الشافعي بحكايات بواطيل يطول ذكرها، وروى أحاديث مناكير.
حَدَّثَنَا أحمد بن عَبد الله بن شجاع، حَدَّثَنا أحمد بن طاهر بن حرملة، حَدَّثني جَدِّي حرملة، حَدَّثَنا عَبد الرحمن بن زياد الرصاصي، قَال: حَدَّثَنا شُعْبَة، عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير عن جابر؛ أَن النَّبيّ ﷺ دخل عام الفتح وعليه عمامة سوداء.
قال شُعْبَة: وحدثني أبو الزبير عن جابر، مثله.
قال الشيخ: وهذا الحديث بالإسناد الأول فيه: حدثناه مُحَمد بن أحمد بن عثمان، عن حرملة.
ورَواه دحيم عن الرصاصي عن حماد، وليس فيه