قال المصنف: قلت: ونقلت من خط أبي بكر البرقاني، قال أبو بكر بن أبي داود: إنما تكلم الناس في عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وضعفوه؛ لأنه روى عن مسلم بن يسار، فقيل له: أين رأيت مسلم بن يسار؟ فقال: بإفريقية، فكذبه الناس فضعفوه، وقالوا: ما دخل مسلم بن يسار إفريقية قط؛ يعنون البصري، ولم يعلموا أن مسلم بن يسار آخر يقال له: أبو عثمان الطنبدي، وطنبد بطن من اليمن، وعنه روى، وكان الإفريقي رجلاً صالحاً.
قال المصنف: قلت: ومسلم بن يسار ستة أنفس:
أحدهم: مسلم بن يسار المديني، حدث عن أبي سعيد الخدري.
والثاني: مسلم بن يسار البصري، حدث عن أبي الأشعث الصنعاني.
والثالث: مسلم بن يسار المكي، روى عن ابن عمر.
والرابع: الطنبدي، روى عن أبي هريرة.
والخامس: مسلم بن يسار الجهني، روى عن نعيم بن ربيعة.
والسادس: مسلم بن يسار الكوفي، حدث عن الشعبي.
وجملة من يجيء اسمه في الحديث عبد الرحمن بن زياد خمسة لم يضعف غيره. [الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (٢/ ٩٤)].
• عبد الرحمن بن زياد بن أنعم أبو خالدويقال أبو أيوب.
وقال بعضهم: أبو خلف، ووُهِّم الإفريقي الشعباني المصري.
يروي عن: أبي عبد الرحمن الحبلي.
قال الترمذي في كتاب «العلل»: «ورأيت محمداً يثني على الأفريقي خيراً، ويقوي أمره».
وفي موضع آخر يقول: «هو ثقة في الحديث».
وقال أبو الحسن بن القطان: «كان من أهل العلم والزهد بلا خلاف بين الناس، ومن الناس من يوثقه ويربأ به عن حضيض ردِّ الرواية، والحق فيه أنه ضعيف؛ لكثرة روايته المنكرات، وهو أمر يعتري الصالحين».
وقال أبو العرب في كتابه «طبقات علماء القيروان»: «ولي القضاء، وكان عدلاً في قضائه صُلْباً، أنكروا عليه ستة أحاديث، وحدثني عيسى بن مسكين، عن محمد بن سحنون أنه قال: قلت لسحنون: إن أبا حفص الفلاس قال: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن ابن أنعم.
فقال سحنون: لم يصنعا شيئاً، عبد الرحمن ثقة».
وقال أبو دواد: «قلت لأحمد بن صالح: يحتج بحديث الإفريقي؟ قال: نعم. قلت: هو صحيح الكتاب؟ قال: نعم».
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: «قال ابن المديني: كان أصحابنا يضعفونه، وأنكروا عليه أحاديث لا تعرف، تفرد بها».
وقال المروذي: «قيل لأبي عبد الله: تروي عن ابن أنعم؟ قال: لا، هو منكر الحديث».
وفي رواية يحيى بن محمد بن محمد عنه: «لا أستحل أن أروي حديث ثلاثة، منهم الإفريقي».
وقال الحربي في «تاريخه»: «غيره أوثق منه».
وفي رواية محمد بن عبدوس، عن ابن معين: «هو ضعيف، يكتب حديثه، وإنما ينكر عليه الأحاديث الغرائب التي كان يجيء بها».