للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جلالة عظيمة، ثم قام وأخذ بيد عبد الله، وخرج به من فك الاسد، فكان يدعو له طول حياته، ويدعو على الشهود.

حكاها أبو نعيم الحافظ، وقال: فاستجيب له فيهم، منهم من احترق، ومنهم من خلط وفقد عقله.

قال أحمد بن يوسف الازرق: سمعت ابن أبى داود يقول: كل الناس في حل الا من رماني ببغض علي .

قال ابن عدي: كان في الابتداء نسب الى شئ من النصب، فنفاه ابن الفرات من بغداد، فرده علي بن عيسى، فحدث وأظهر فضائل علي من تخييل فصار شيخا فيهم.

قلت: كان قوى النفس، وقع بينه وبين ابن صاعد وبين ابن جرير، نسأله الله العافية.

قال ابن شاهين: أراد الوزير علي بن عيسى أن يصلح بين أبى بكر بن أبى داود وابن صاعد فجمعهما، وحضر القاضى أبو عمر، فقال الوزير لأبي بكر: أبو محمد بن صاعد أكبر منك، فلو قمت اليه.

فقال: لا أفعل.

فقال له: أنت شيخ زيف.

قال أبو بكر: الشيخ الزيف الكذاب على رسول الله : فقال الوزير: من الكذاب على رسول الله ؟ قال أبو بكر: هذا.

ثم قال: إنى أذل لاجل رزق يصل الى على يدك، والله لا أخذت من يدك شيئا أبدا، وعلى مائة بدنة إن أخذت منك شيئا، فكان المقتدر بعد يزن رزقه بيده، ويبعثه على يد خادم.

وقال محمد بن عبد الله القطان: كنت عند محمد بن جرير، فقال رجل: ابن أبى داود يقرأ على الناس فضائل علي ، فقال ابن جرير: تكبيرة من حارس.

قلت: وقد قام ابن أبى داود وأصحابه، وكانوا خلقا كثيرا على ابن جرير، ونسبوه الى بدعة اللفظ، فصنف الرجل معتقدا حسنا سمعناه، تنصل فيه مما قيل عنه، وتألم لذلك.

وقد كان أبو بكر من كبار الحفاظ وأئمة الاعلام، حتى قال الخطيب: سمعت الحافظ أبا محمد الخلال يقول: كان أبو بكر أحفظ من أبيه [أبى داود].

وروى ابن شاهين، عن أبى بكر أنه كتب في شهر عن أبى سعيد الاشج ثلاثين الفا.

وقال أبو بكر النقاش - والعهدة عليه: سمعت أبا بكر بن أبى داود يقول: إن تفسيره فيه مائة الف وعشرون الف حديث.

قلت: ولد سنة ثلاثين ومائتين، ورحل به أبوه، فلقى الكبار، وسمع عيسى ابن حماد صاحب الليث بن سعد وطبقته، وانفرد عن طائفة.

قال أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان: ذهب أبو بكر ال سجستان، فاجتمعوا عليه، وسألوه أن يحدثهم، فقال: ليس معى كتاب.

فقالوا: ابن أبى داود وكتاب؟ قال: فأثاروني فأمليت [عليهم من حفظى] ثلاثين الف حديث، فلما قدمت قال البغداديون: لعب بأهل سجستان ثم فيجوا فيجا اكتروه بستة دنانير ليكتب لهم النسخة: فكتبت وجئ بها فعرضت على الحفاظ فخطئوني في ستة أحاديث، منها ثلاثة رويتها كما سمعت.

وقال الحفاظ أبو علي النيسابوري: سمعت ابن أبى داود يقول: حدثت بأصبهان

<<  <  ج: ص:  >  >>