يورق على جده وَعَمه وَغَيرهمَا، وَكَانَ يَبِيع أصل نَفسه فِي [كل] وَقت، ووافيت العرَاق سنة ٢٩٧ وَالنَّاس مُجْتَمعين على ضعفه، وَكَانُوا زاهدين فِي حُضُور مَجْلِسه، وَمَا رَأَيْت فِي مَجْلِسه فِي ذَلِك الوَقْت قطّ الا دون العشرة غرباء، بعد أَن يسْأَل بنوه الغرباء مرّة بعد مرّة حُضُور مجْلِس أَبِيهِم، فَيقْرَأ عَلَيْهِم لفظا، وَمَا علمت أحدا حدث عَن عَليّ بن الْجَعْد أَكثر مِمَّا حدث هُوَ، وسَمعه قَاسم المُطَرز يَوْمًا يَقُول: ثَنَا عبيد الله العيشي. فَقَالَ القَاسِم: فِي (حرم) من يكذب؟ وَتكلم قوم فِيهِ عِنْد عبد الحميد الوراق ونسبوه الى الكَذِب، فَقَالَ عبد الحميد: هُوَ (أنفس) من أَن يكذب - (أَنى) يحسن يكذب. وَكَانَ بذيء اللِّسَان يتَكَلَّم فِي الثِّقَات، فَلَمَّا كبر وأسن وَمَات أَصْحَاب الإِسْنَاد احتمله النَّاس واجتمعوا عَلَيْهِ ونفق عِنْدهم، وَمَعَ نفَاقه وَإِسْنَاده كَانَ مجْلِس ابن صاعد أَضْعَاف مَجْلِسه! وَكَانَ مَعَه طرف من معرفَة الحَدِيث، وَمن معرفَة التصانيف، وَهُوَ من بَيت الحَدِيث: جده وَعَمه، وَطَالَ عمره واحتمله النَّاس واحتاجوا اليْهِ وَقَبله النَّاس، وَلَوْلَا أَنِّي شرطت أَن كل من تكلم فِيهِ أذكرهُ وَإِلَّا كنت لَا أذكرهُ. [مختصر الكامل (ص ٤٨٤)].
• عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي أبو القاسم.
قال ابن عدي: رأيت العلماء ببغداد مجتمعين على ضعفه.
قال المصنف: قلت: وهذا تحامل من ابن عدي وما للطعن فيه وجه. [الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (٢/ ١٣٩)].
• عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي.
قال ابن عدي:«كان يبيع أصل نفسه في كل وقت، ووافيت العراق سنة سبع وتسعين، والناس المشايخ منهم مجتمعين على ضعفه، وزاهدين في حضور مجلسه، وما رأيت في مجلسه قط في ذلك الوقت الا دون العشرة غرباء بعد أن يسأل بنوه الغُرباء مَرَّة بعد مَرَّة حضور مجلس أبيهم، وكان مُجَّانُهم يقولون: في دار ابن منيع شجرة تحمل داود بن عمرو الضَّبِّي؛ أي: من كثرة ما يُروى عنه، وما علمت أحداً حدَّث عن ابن الجَعْد أكثر مما حَدَّث هو، وسمعه قاسم المطرِّز يوماً يقول: ثنا عبيد الله العيشي؛ فقال القاسم: في حرم مَنْ يكذب! وتكلم قوم فيه عند عبد الحميد الورَّاق، ونسبوه الى الكذب، فقال عبد الحميد: هو أنفس من أن يكذب. أنَّى يحسن يكذب.
وكان بذيء اللسان، يتكلم في الثقات، وسمعته يقول يوم مات المروزي: أنا ذهب بي عمي الى أبي عبيد القاسم بن سلام، وعاصم بن علي فسمعت منهما، ولم يذكر هذا قبل موت المروزي، فلما كبر وأسَنَّ احتمله الناس، واجتمعوا عليه، ونفق عندهم، ومع نفاقه وإسناده كان مجلس ابن صاعد أضعاف مجلسه، وكان معه طرف من معرفة الحديث، ومن معرفة التصانيف، وهو من أهل بيت الحديث، وطال عمره واحتمله الناس واحتاجوا اليه وقبلوه، ولولا أني شرطت في هذا الكتاب أن كل من تكلم فيه متكلم ذكرته، وإلا كنت لا أذكره».
وقال أبو بكر الخطيب:«كان ثقةً ثبتاً مكثراً فهماً عارفاً».
وقال موسى بن هارون الحمَّال:«لو جاز أن يقول الإنسان: إنه فوق الثقة، لقيل لأبي القاسم، وقد سمع ولم نسمع. قيل له: فإن هؤلاء يتكلمون فيه. قال: يحسدونه، ابن منيع لا يقول الا الحق».