وقال عبد الغني بن سعيد: «سألت أبا بكر النقاش، فقلت له: تحفظ شيئاً مما أخذ على أبي القاسم؟ قال لي: كان غلط في حديث عن محمد بن عبد الواهب، عن ابن شهاب، فحدث به عنه، وإنما سمعه من إبراهيم بن هانئ، عن محمد بن عبد الواهب، فأخذه عبد الحميد الورَّاق بلسانه، ودار على أصحاب الحديث، وبلغ ذلك أبا القاسم، فخرج الينا يوماً، فعرَّفنا أنه غلط، وأنه أراد أن يكتب «ثنا إبراهيم بن هانئ»، فمرت يده على العادة، ورجع عنه.
قال أبو بكر: ورأيت فيه الانكسار والغم. قال أبو بكر: وكان ثقة رحمه الله تعالى».
وقال حمزة: «سمعت الأرْدُبِيلي يقول: سئل ابن أبي حاتم عن أبي القاسم يدخل في الصحيح؟ قال: نعم. قال حمزة: سألت أبا بكر بن عبدان عنه؛ فقال: لا شك أنه يدخل في الصحيح. قال حمزة: وسمعت الذهلي يقول: كان أبو القاسم قلَّما يتكلم على الحديث، فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج».
وقال السُّلَّمي: «سألت الدارقطني عنه؛ فقال: ثقة جبل، إمام من الأئمة ثبتٌ، أقل المشايخ خطأ».
وقال مسلمة: «بغدادي ثقة، وكات الرحلة اليه في زمانه، وكان يأخذ البرطيل على السماع».
وفي قول أبي الفرج: «قال ابن عدي: رأيت العلماء ببغداد مجتمعين على ضعفه. قلت: وهذا تحامل من ابن عدي، وما للطعن فيه وجه».
نظر، لما أسلفناه قبل؛ ولأن ابن عدي ناقل لا متكلم من عنده، فإذا رد كلامه في هذا وجعل شاملاً، فليرد في غيره، على أنا قد أسلفنا اعتذار ابن عدي عن ذكره، وذكرنا أيضاً كلام أبي بكر، وعبد الحميد من عند غير ابن عدي، والله تعالى أعلم.
وذكر الحافظ أبو محمد بن الأخضر في مشيخة البغوي عن أبي مسعود البجلي، قال: «روى أبو القاسم حديثاً، فتكلم فيه جماعة من شيوخ وقته؛ فقطع الإملاء، ولم يزل يجتهد في تتبع الكتب حتى وجد أصله بخط جده».
قال ابن الأخضر: «فشهد حال أبي القاسم وحديثه بمعرفته، وثقته وحسن جمعه وتصنيفه، فدل على تيقظه، لا غمز لمفوَّه في عدالته، ولا مطعن لقائل في صدقه وإمامته».
وقال السمعاني: «كان محدث العراق في عصره، وإليه الرحلة من البلاد».
وقال أبو يعلى الخليلي: «هو ثقة كبير، كتب عنه العلماء وعُمِّر». [الاكتفاء في تنقيح كتاب الضعفاء (٢/ ٢١١)].
• عبد الله بن محمد البغوي.
ثقة، ما تكلم فيه أحد بحجة. [ديوان الضعفاء (ص ٢٢٧)].
• عبد الله بن محمد أبو القاسم البغوي.
ثقة.
تكلم فيه بعضهم بلا حجة. [المغني في الضعفاء (١/ ٥٦٧)].
• عبد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوي.
الحافظ الصدوق، مسند عصره.
تكلم فيه ابن عدي بكلام فيه تحامل، ثم في أثناء الترجمة أنصف ورجع عن الحط عليه، وأثنى عليه بحيث أنه قال: ولولا أن شرطت أن كل من تكلم فيه ذكرته وإلا كنت لا أذكره.
فأول ما قال فيه: كان صاحب حديث وراقا في