للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن أغاليطه: ما رواه عن أسد بن موسى أنه حدثه عن الفضيل بن عياض، عَن عَلِيّ بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المُسَيَّب، عَن جَابر حديث: اعلموا أن الله قد افترض عليكم الجمعة .. الحديث بطوله.

قال ابن عبد البر: أفسد عبد الملك إسناده وإنما رواه أسد بن موسى عن الفضيل بن مرزوق عن الوليد بن بكير، عَن عَبد الله بن محمد العدوي، عَن عَلِيّ بن زيد فجعل: الفضيل بن عياض بدل الفضيل بن مرزوق وأسقط الوليد وعبد الله وهذا فيه ما لا خفاء به وبالله العصمة، انتهى كلامه.

ومن منكراته: عن مطرف اليساري، عَنِ ابن أبي حازم، عَن أبيه، عَن سهل بن سعد مرفوعا: جعلت الصلوات في خير الساعات فاجتهدوا فيها في الدعاء.

وذكر عياض في المدارك أن عبد الأعلى بن وهب رفيقه في الشورى كان يكذبه فيما يرويه عن أصبغ، وَغيره.

قال: وكان أبوه يعرف بحبيب العصار كان يستخرج الدهن وكان قد سمع ببلده من صعصعة بن سلام والغاز بن قيس وزياد بن عبد الرحمن. وحج سنة سبع أو ثمان ومئتين فسمع من مطرف، وَابن الماجشون وإبراهيم بن المنذر وعبد الله بن عبد الحكم وأكثر جدا عن أهل الحجاز وأهل مصر.

ورجع سنة ست عشرة بعلم جم فانتشرت روايته وقرره أمير الأندلس في المفتين مع يحيى بن يحيى، وَغيره وكان الذى بينه وبين يحيى سيئا جدا ومات يحيى قبله فانفرد.

روى عنه ابناه محمد وعبد الله وأحمد بن راشد وإبراهيم بن خالد، ومُحمد بن فطيس وبقي بن مخلد، ومُحمد بن وضاح وآخرون آخرهم موتا المغامي.

وقال أحمد بن عبد البر: كان كثير الكتب فقيه البدن طويل اللسان أديبا أخباريا وكان يخرج من الجامع وخلفه نحو ثلاث مِئَة طالب وكان يقرأ عنده ثلاثون دولة كل يوم في تصانيفه خاصة.

وكان يلبس الخز ظاهرا إجلالا للعلم وإلى جسمه مِسْحُ شَعَرٍ تواضعا وكان صواما قواما متقللا من الدنيا.

ويقال: إن سُحنون لما بلغته وفاته قال: مات عالم الأندلس.

وكان العُتْبِي يقول: ما أعلم أحدا الف على مذهب أهل المدينة تآليفه وله من التواليف: الواضحة والجوامع وفضائل الصحابة والرغائب وغير ذلك.

ويقال: إنها بلغت الف كتاب وخمسين كتابا.

وذكر الباجي أن أبا عمر بن عبد البر: كان يكذبه.

وقال أحمد بن سعيد الصدفي: كان يطعن عليه أنه يستجيز الأخذ بالمناولة بغير مقابلة.

ويقال: إن ابن أبي مريم دخل عليه فوجد عنده كتب أسد وهي كثيرة قال: فقلت له: متى سمعتها؟ قال: قد أجازها لي صاحبها.

قال: فجئت أسدا فسألته فقال: أنا لا أرى القراءة فكيف أجيز، إنما أخذ منى كتبي ليكتبها.

قال أحمد بن خالد: إقرار أسد له بذلك هي الإجازة بعينها كذا قال.

ويقال: إن بعض الناس رفع الى الأمير عن يحيى بن يحيى وجماعة أنهم عزموا على خلعه فراسل عبد الملك فسأله عن ذلك فبرأ يحيى بن يحيى من ذلك وقال له: قد علمت ما بيني وبينه ولكن لا أقول فيه الا الحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>