للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الطحاوي إنما قال ذلك لما مر بقبر المزني فأجابه بعض الفقهاء بأن المزني لا يلزمه الحنث أصلا لأن من ترك مذهب أصحاب الحديث وأخذ بالرأي لم يفلح.

وناب أبو جعفر في القضاء، عَن مُحَمد بن عبدة قاضي مصر بعد السبعين ومئتين وترقت حاله بمصر.

قال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة ثبتا فقيها عاقلا لم يخلف مثله.

وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي في كتاب الصلة: كان ثقة جليل القدر فقيه البدن عالما باختلاف العلماء بصيرا بالتصنيف وكان يذهب مذهب أبي حنيفة وكان شديد العصبية فيه.

قال: وقال لي أبو بكر محمد بن معاوية بن الأحمر القرشي: دخلت مصر قبل الثلاث مِئَة وأهل مصر يرمون الطحاوي بأمر عظيم فظيع يعني من جهة أمور القضاء أو من جهة ما قيل: إنه أفتى به أبا الجيش من أمر الخصيان، قال: وكان يذهب مذهب أبي حنيفة لا يرى لله حقا في خلافه. وقال ابن عبد البر في كتاب العلم: كان الطحاوي من أعلم الناس بسير الكوفيين وأخبارهم وفقههم مع مشاركته في جميع مذاهب الفقهاء.

قال: وسمع أبو جعفر الطحاوي منشدا ينشد:

إن كنت كاذبة الذي حدثتني. فعليك إثم أبي حنيفة أو زفر.

فقال أبو جعفر: وددت لو أن علي إثمها وأن لي أجرهما.

وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء: انتهت اليه رياسة أصحاب أبي حنيفة بمصر.

وحكى أبو جعفر الطحاوي أن رجلا من أعيان الناس حضر عند القاضي محمد بن عبدة فقال في مجلسه: تعرفون أيش روى أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أمه، عَن أبيه؟ قال أبو جعفر: فذكرت له الحديث بإسناده من وجهين: أحدهما مرفوعا والآخر موقوفا قال: فقال لي الرجل: تدري ما تكلم به؟ فقلت: ما الخبر؟ فقال: رأيتك العشية مع الفقهاء في ميدانهم ورأيتك الآن في ميدان أهل الحديث وقل من يجمع ذلك فقلت: هذا من فضل الله وإنعامه.

روى، عَن أبي جعفر ابنه علي وأبو محمد بن زبر القاضي وأبو الحسن محمد بن أحمد الإخميمي وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ البغدادي وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وأحمد بن القاسم الخشاب ويوسف بن القاسم الميانجي وأحمد بن عبد الوارث الزجاج، وَعبد العزيز بن محمد الجوهري، ومُحمد بن أبي بكر بن مطروح، ومُحمد بن الحسن بن عمر التنوخي وآخرون. قال ابن يونس: توفي في مستهل ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاث مِئَة وفيها أرخه مسلمة بن قاسم، وَغيره .

وخالفهم محمد بن إسحاق النديم في الفهرست فقال: إنه مات سنة اثنتين وعشرين قال: وقد بلغ الثمانين والسواد في لحيته أكثر من البياض وكان أوحد أهل زمانه علما.

وله من الكتب غير ما تقدم الوصايا والمحاضر والسجلات وشرح الجامع الصغير وشرح الجامع الكبير والفرائض والنقض على الكرابيسي والمختصر الكبير والمختصر الصغير في الفقه.

وقال البيهقي في المعرفة بعد أن ذكر كلاما للطحاوي في حديث مس الذكر فتعقبه قال: أردت أن أبين خطأه في هذا وسكت عن كثير من أمثال ذلك فبين في كلامه أن علم الحديث لم يكن من صناعته وإنما

<<  <  ج: ص:  >  >>