له رجل: يا أبا عَبد الله، طمثت امرأتي؟ فقال: انظروا الى هذا، يقول: نكحت امرأتي، إنما الطمث النكاح، ولكن قل كما قال الله تعالى: حاضت.
حَدَّثَنَا مُحَمد، حَدَّثَنا أبو الأحوص، حَدَّثَنا أبو مسلمة، قَال: حَدَّثَنا هارون، عن الزبير بن الخريت، عن عِكرمَة قال: ﴿فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض﴾، قال: التحريم أبدا، وأربعين سنة يتيهون في الأرض، ثم قال: قولوا لحسنكم هذا، يعني الحسن البصري، يجيء بمثل هذا قال: ﴿لا تضار والدة بولدها﴾ قال: الضير، قال: وقيل له: إن قتادة يقول: محكمة الاَّ الآية منها، قال: إنه ليخدش.
قال الشيخ: وعكرمة مولى ابن عباس لم أخرج هَاهُنا من حديثه شيئا، لأن الثقات إذا رووا عنه فهو مستقيم الحديث، الاَّ أن يروي عنه ضعيف، فيكون قد أتي من قبل ضعيف، لا من قِبَلِهِ، ولم يمتنع الأئمة من الرواية عنه، وأصحاب الصحاح أدخلوا أحاديثه إذا روى عنه ثقة في صحاحهم، وَهو أشهر من أن يحتاج أن أجرح حديثًا من حديثه، وَهو لا بأس به. [الكامل في الضعفاء لابن عدي (٦/ ٤٦٩)].
• عِكْرِمَة.
مولى ابن عَبَّاس
قَالَ يزِيد بن زُرَيْع: كَانَ بربريا، وَكَانَ لحصين بن أبي الحر العَنْبَري فوهبه لِابْنِ عَبَّاس حَيْثُ ولي البَصرة.
وَقَالَ فطر بن خَليفَة: قلت لعطاء: إِن عِكْرِمَة يَقُول: قَالَ ابن عَبَّاس: سبق الكتاب الخُفَّيْنِ. فَقَالَ: كذب عِكْرِمَة سَمِعت ابن عَبَّاس يَقُول: لَا بَأْس بمسح الخُفَّيْنِ وَإِن دخلت الغَائِط.
وَقَالَ طَاوس: لَو أَن عبد ابن عَبَّاس - يَعْنِي عِكْرِمَة - اتَّقى الله وكف (من) حَدِيثه لشدت اليْهِ المطايا.
وَمرَّة قَالَ: المِسْكِين. لَو اقْتصر على مَا سمع، كَانَ قد سمع علما.
وَقَالَ مُحَمَّد بن سِيرِين: مَا يسرني الا يكون من أهل الجنَّة، وَلكنه كَذَّاب وَقَالَ أَحْمد: لَا مَالك وَلَا مُحَمَّد بن سِيرِين يسمونه فِي الحَدِيث، الا مَالِكًا قد سَمَّاهُ فِي حَدِيث وَاحِد. قلت: مَا شَأْنه؟ قَالَ: كَانَ يرى رَأْي الخَوَارِج رَأْي الصفرية، وَلم يدع موضعا الا خرج اليْهِ خُرَاسَان وَالشَّام واليمن ومصر وأفريقية، وَيُقَال: إِنَّمَا أَخذ أهل أفريقية رَأْي الصفرية من عِكْرِمَة لما قدم عَلَيْهِم، فَكَانَ يَأْتِي الأُمَرَاء يطْلب جوائز، وأتى العَبْد (الْجند). الى طَاوس، فَأعْطَاهُ نَاقَة، وَقَالَ: (آخذ علم) هَذَا العَبْد، وَاخْتلف أهل المَدِينَة فِي المَرْأَة تَمُوت وَلم يلاعنها زَوجهَا يَرِثهَا؟ فَقَالَ: أبان بن عُثْمَان: ادعوا عبد ابن عَبَّاس. فَدَعوهُ، فَأخْبرهُم، فعجبوا مِنْهُ، وَكَانُوا يعرفونه بِالْعلمِ. وَمَات بِالْمَدِينَةِ هُوَ وَكثير عزة فِي يَوْم وَاحِد، فَقَالُوا: مَاتَ أعلم النَّاس وأشعر النَّاس.
وَقَالَ الأَصْمَعِي: فَشهد النَّاس جَنَازَة كثير، وَتركُوا جَنَازَة عِكْرِمَة.
وَقَالَ أبو معشر: مَاتَ عِكْرِمَة وَكثير عزة فِي يَوْم وَاحِد فِي المحرم سنة ١٠٩.
وَقَالَ قَتَادَة: أعلم النَّاس بالتفسير عِكْرِمَة.
وَقَالَ أبو الشعْثَاء: هَذَا أعلم النَّاس - يَعْنِي عِكْرِمَة.
وَقَالَ عَبَّاس بن مُصعب: مَاتَ ابن عَبَّاس وَعِكْرِمَة عبد، فَأَرَادَ عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس بَيْعه أو بَاعه، فَقيل لَهُ: تبيع علم أَبِيك؟ فَأعْتقهُ.