للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بن عبد الله الأنصاري في كتاب سماه "الرد على المحلى".

وقال اليسع المؤرخ الغافقي: كان محفوظه البحر العجاج ولقد حفظ على المسلمين علومهم وأربا على أهل كل دين وألف "الملل والنحل".

حدثني عمر بن واجب قال: كنا ببلنسية ندرس الفقه فدخل أبو محمد فسمع ثم سأل عن شيء من الفقه فأجيب فاعترض فقيل له: ليس هذا من منتخلاتك فقام وقعد ودخل منزله وحلف فما كان بعد أشهر قريبة يعني قصدنا الى ذلك الموضع فناظر أحسن مناظرة.

قلت: وكان ذلك جرى له بعد القصة التي ذكرها عبد الله بن محمد بن العربي والد القاضي أبي بكر فإنه حكى أن ابن حزم ذكر له: أنه شهد جنازة فدخل المسجد فجلس قبل أن يصلي فقيل له: قم فصل تحية المسجد ففعل ثم حضر أخرى فبدأ بالصلاة فقيل له اجلس ليس هذا وقت صلاة وكان بعد العصر فحصل له خزي.

فقال للذي رباه: دلني على دار الفقيه فقصده وقرأ عليه الموطأ ثم جد في الطلب بعد ذلك الى أن صار منه ما صار ولم يزل مستظهرا الى أن قدم أبو الوليد الباجي من العراق وقد توسع في علم النظر ولقي الأئمة فناظر ابن حزم فانتصف منه ولهما مناظرات مدونة في "جزء".

ثم تعصب عليه فقهاء المالكية بأمراء تلك الديار فمقتوه وآذوه وطردوه وحرقوا كتبه علانية وله في ذلك:

فإن يحرقوا القرطاس لا يحرقوا الذي

تضمنه القرطاس بل هو في صدري

الأبيات.

قال: وهذا القدر لا يعرف لأحد من علماء الاسلام الا لابن جرير الطبري.

وقال مؤرخ الأندلس أبو مروان بن حيان: كان ابن حزم حامل فنون من حديث وفقه ونسب وأدب مع المشاركة في أنواع التعاليم القديمة وكان لا يخلو في فنونه من غلط لجرأته في التسور على كل فن. ومال أولا الى قول الشافعي وناضل عنه حتى نسب الى الشذوذ واستهدف لكثير من فقهاء عصره.

ثم عدل الى الظاهر فجادل عنه ولم يكن يلطف في صدعه بما عنده: بتعريض، وَلا تدريج بل يصك به معارضه صك الجندل وينشقه في أنفه إنشاق الخردل.

فتمالأ عليه فقهاء عصره وأجمعوا على تضليله وشنعوا عليه وحذروا أكابرهم من فتنته ونهوا عوامهم عن الاقتراب منه.

فطفقوا يقصونه وهو مُصر على طريقته حتى كمل له من تصانيفه وقر بعير لم يتجاوز أكثرها عتبة بابه لزهد العلماء فيها حتى لقد أحرق بعضها بإشبيلية ومزقت علانية.

ولم يكن مع ذلك سالما من اضطراب رأيه وكان لا يظهر عليه أثر علمه حتى يسئل فيتفجر منه علم لا تُكَدِّرُه الدِّلاء.

وكان مما يزيد في بغض الناس له تعصبه لبني أمية ماضيهم وباقيهم واعتقاده بصحة إمامتهم حتى نسب الى النصب.

وكان لابن حزم ابن عم يقال له: عبد الوهاب بن العلاء بن سعيد بن حزم يكنى أبا العلاء وكان من الوزراء وبينهما منافسة ومخالفة فوقف على شيء من

<<  <  ج: ص:  >  >>