للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حنين الكتاني، وابن خليل القيسي، قالا: حدثنا محمد بن فرح الطلاع.

أقول: فأما ابن خليل فإنه سكن مراكش وفاس، وكان ابن دحية بالاندلس فكيف لقيه أو سمع منه؟ وكذلك ابن حنين فإنه خرج عن الاندلس ولم يعد، بل سكن مدينة فاس، ومات بها سنة تسع وستين وخمسمائة، فبالجهد أن يكون ابن دحية روى الموطأ عن هذين بالاجازة فالله أعلم، واستباح ذلك على رأى من يسوغ قول: حدثنى بكذا ويكون إجازة، لكنه قد صرح بالسماع فيما أرى.

وقال قاضى حماة ابن واصل: كان ابن دحية مع فرط معرفته بالحديث وحفظه الكثير متهما بالمجازفة في النقل، وبلغ ذلك الملك الكامل، فأمره أن يعلق شيئا على كتاب الشهاب، فعلق كتابا تكلم فيه على أحاديثه وأسانيده، فلما وقف الكامل على ذلك قال له - بعد أيام: قد ضاع منى ذلك الكتاب، فعلق لى مثله، ففعل فجاء في الكتاب الثاني مناقضة للاول، فعرف السلطان صحة ما قيل عنه، وعزله من دار الحديث الكاملية آخرا، ثم ولى أخاه أبا عمرو عثمان.

قلت: وقيل: إنما عزله لانه حصل له تغير ومبادئ اختلاط.

وله عدة كنى: أبو حفص، أبو الفضل، أبو على الدانى الكلبى.

وكان يحمق ويتكبر، ويكنى نفسه، ويكتب ذو النسبتين بين دحية والحسين، فلو صدق في دعواه لكان ذلك رعونة.

كيف وهو متهم في انتسابه الى دحية الكلبى الجميل صاحب رسول الله ، وإنما جرأه على ذلك لانه كلبى نسبة الى موضع من ساحل دانية، ويقال الكلفى بين الفاء والباء، ولهذا كان يكتب أولا الكلبى معا.

وأما انتسابه الى الحسين فإنه من قبل جد لامه، فإن جده عليا هو الملقب بالجميل تصغيرا للجميل بالعبارة المغربية، وكان طويلا أعنق فوالدة الجميل هي ابنة الشريف أبي البسام العلوى الحسينى الكوفى، ثم الاندلسي.

وكان والده الحسن بن على تاجرا من أهل دانية، قرأ القرآن على جده لامه الشيخ عتيق بن محمد.

قال ابن مسدى: رأيت الحذاق من علماء المغرب لا يزيدون على ذكر جدهم فرح الا التعريف ببنى الجميل، وقد كان أخوه أبو عمرو عثمان يلقب بالجمل بن الجميل.

وكان أبو الخطاب علامة، نزل مصر في ظل ملكها الى أن مات.

وقد كان ولى قضاء دانية فأتى بزامر فأمر بثقب شدقه وتشويه خلقه، وأخذ مملوكا له فجبه واستأصل أنثييه وزبه، فرفع ذلك الى المنصور ملك الوقت وجاءه النذير، فاختفى، وخرج خائفا يترقب، فعرج نحو إفريقية وشرق، ثم لم يعد.

وكان قبل قد قام تاجرا، وسمع من محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، ومن الخشوعى.

ولما عاد الى الاندلس حدث بمقامات الحريري عن ابن الجوزى، عن المؤلف.

وليس ذا بصحيح.

وسمع بالاندلس من ابن خير بشكوال، والسهيلى، وجماعة.

ثم رأيت بخطه أنه سمع بين الستين الى السبعين وخمسمائة من جماعة، كأبى بكر [بن خيرو] اللواتى

<<  <  ج: ص:  >  >>