للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأبي الحسن بن حنين، وليس ينكر عليه.

قلت: بل ينكر عليه كما قدمنا.

[قال]: وله تواليف تشهد باطلاعه.

قلت: وفي تواليفه أشياء تنقم عليه من تصحيح وتضعيف.

ومولده سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، أو بعد ذلك.

وقال ابن نقطة: كان موصوفا بالمعرفة والفضل الا أنه كان يدعى أشياء لا حقيقة لها، وذكر لى ثقة - وهو أبو القاسم بن عبد السلام - قال: أقام عندنا ابن دحية، فكان يقول: أحفظ صحيح مسلم والترمذي، قال: فأخذت خمسة أحاديث من

الترمذي، وخمسة من المسند، وخمسة من الموضوعات، فجعلتها في جزء فعرضعت حديثا من الترمذي عليه، فقال: ليس بصحيح، وآخر، فقال: لا أعرفه، ولم

يعرف منها شيئا.

مات أبو الخطاب في ربيع الاول سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. [ميزان الاعتدال (٣/ ١٩٥)].

• عمر بن الحسن أبو الخطاب بن دحية الأندلسي المحدث.

متهم في نقله مع أنه كان من أوعية العلم. دخل فيما لا يعنيه، من ذلك: أخبر ينسب نفسه فقال: عمر بن حسن بن علي بن محمد بن فرح بن خلف بن قومس بن مزلال بن ملال بن أحمد بن بدر بن دحية بن خليفة الكلبي، فهذا نسب باطل لوجوه: أحدها: أن دحية لم يعقب.

الثاني: أن على هؤلاء لوائح البربرية.

وثالثها: بتقدير وجود ذلك، قد سقط منه آباء فلا يمكن أن يكون بينه وبينه عشرة أنفس.

وله أسمعة كثيرة بالأندلس، وحدث بتونس في حدود التسعين وخمس مِئَة وقدم البلاد ودخل العجم ولحق أبا جعفر الصيدلاني وسمع حديث الطبراني عاليا.

وكان بصيرا بالحديث لغته ورجاله ومعانيه وأدَّب الملك الكامل في شبيبته فلما ملك الديار المصرية نال ابن دحية دنيا ورياسة. وكان يزعم أنه قرأ صحيح مسلم من حفظه على شيخ بالمغرب.

قال الحافظ الضياء: لم يعجبني حاله كان كثير الوقيعة في الأئمة ثم قال: أخبرني إبراهيم السنهوري أن مشايخ الغرب كتبوا له جرحه وتضعيفه قال: فرأيت أنا منه غير شيء مما يدل على ذلك.

قلت: وذكر أنه حدثه بالموطأ عاليا أبو الحسن بن حنين الكناني، وَابن خليل القيسي قالا: حدثنا محمد بن فرج الطلاع.

أقول: فأما ابن خليل فإنه سكن مراكش وفاس وكان ابن دحية بالأندلس، فكيف لقيه وسمع منه؟ وكذلك ابن حنين فإنه خرج عن الأندلس ولم يعد، بل سكن مدينة فاس ومات بها سنة ٥٦٩!.

فبالجهد أن يكون ابن دحية روى الموطأ عن هذين بالإجازة فالله أعلم، أو استباح ذلك على رأي من يسوغ قول: حدثني بكذا ويكون إجازة، لكنه قد صرح بالسماع فيما أرى. وقال قاضي حماة ابن واصل: كان ابن دحية مع فرط معرفته بالحديث وحفظه الكثير له متهما بالمجازفة في النقل وبلغ ذلك الملك الكامل فأمره أن يعلق شيئا على كتاب الشهاب فعلق كتابا تكلم فيه على أحاديثه وأسانيده فلما وقف الكامل على ذلك قال له بعد أيام: قد ضاع مني ذاك الكتاب فعلق

<<  <  ج: ص:  >  >>