للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من حديث مسلم كان الجوزقي يرويها، عَنِ ابن الشرقي وعن مكي بن عبدان عن مسلم. نعم للجوزقي من مكي إجازة عن مسلم.

وهذا الإسناد خفي على من لم يعرف طريقة المغاربة في تجويزهم إطلاق "أخبرنا" في الإجازة، وَلا ريب في صحة إجازة كل من ذكر في هذا الإسناد عمن رواه عنه والله أعلم.

وقد ذكره أبو حيان فقال: ومن خطه نقلت اشتهر بهذه البلاد في أفواه شبان المحدثين أنه تكلم فيه، وَلا يبعد سماعه من ابن زرقون فقد سمع من تلك الحلبة كالسهيلي، وَغيره وقد وجدت سماعه بالأندلس على هذه الطبقة التي فيها ابن زرقون.

ورأي المغاربة في أبي الخطاب غير رأي أهل ديار مصر.

ذكره الحافظان المؤرخان أبو عبد الله الأبار وأبو جعفر بن الزبير قال فيه الأبار: كان بصيرا بالحديث معتنيا بتقييده مكبا عليه حسن الخط معروفا بالضبط له حظ وافر من اللغة ومشاركة في العربية وسواها وله تآليف.

وقال ابن الزبير: كان معتنيا بالعلم مشاركا في فنونه ذاكرا للتاريخ والأسانيد والرجال والجرح والتعديل سنيا مجانبا لأهل البدع سريا نبيلا عرفني بحاله وحال أخيه أبي عَمْرو عثمان الشيخان أبو الخير الغافقي وأبو الخطاب بن خليل وكانا قد صحباهما طويلا وخبراهما جملة وتفصيلا الا أنهما ذكراهما بانحراف في الخلق وتقلب لم يشنهما غيره. ووصفاهما مع ذلك بالثقة والنزاهة والاعتناء والعدالة.

وقال ابن عساكر في "رجال مالقة" في ترجمة ابن دحية: سكن القاهرة في أيام الكامل فكان له عنده من الجاه والمحل ما لم يصل اليه غيره وكان شاعرا مطبوعا الا أنه كان يتهم في الرواية لأنه كان مكثارا.

قلت: فهذا مغربي وافق المصريين ووافق المصريين أيضًا من تقدم ذكره من أهل الشام والعراق.

وممن وافق الى الطعن فيه ابن عبد الملك في "الصلة" فإنه قال في ترجمة أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سعيد بن حريث: نسبه أبو الخطاب بن الجُميل في معجم شيوخه الذي جمعه له أبو الخطاب فزاد بعد حريث فقال: ابن عاصم بن مضاء بن مهند بن عمير اللخمي فوافقه عليه الا في ذكر مهند بن عمير فإنه أنكرهما فقال له أبو الخطاب: يا سيدي هما جداك ذكرهما فلان فتوقف الشيخ.

قال ابن عبد الملك: وهذا النسب منقطع لبعد عصر أحمد من عصر حريث، فقد ذكر بعض من صنف للناصر أبي المطرف: عبد الرحمن بن محمد صاحب الأندلس في سنة ثلاثين وثلاث مِئَة "أخبار المروانيين" ومن دخل معهم الأندلس جماعة من اللخميين منهم: النجاشي بن عاصم بن حريث بن عاصم بن مضاء بن مهند.

فلو صح هذا لكان النجاشي عم جد صاحب الترجمة وهو مقطوع ببطلانه في العادة فلعل ذلك من تركيبات أبي الخطاب ولذلك أنكره أحمد بن عبد الرحمن. وقال ابن الدبيثي: أملى علينا نسبه فكتبناه عنه وكان يسمي نفسه: ذا النسبتين وهو مغربي من أهل سبتة وأظنه كان قاضيها فاضل له معرفة حسنة بالنحو واللغة وأَنَسَة بالحديث والفقه على مذهب مالك.

وكان يقول: أحفظ صحيح مسلم وقرأته على بعض شيوخ المغرب من حفظي ويدعي أشياء كثيرة

<<  <  ج: ص:  >  >>