المَلك بن عَبد الحَميد، قال: سمعتُ أَحمد بن حَنبَل يقول: عَمرو بن شُعَيب لَه أَشياء مَناكيرُ، إِنما نَكتُب حَديثه نَعتَبِرُهُ، فَأَما أَن يَكُون حُجَّةً فَلا.
حدثنا مُحمد، قال: حَدثنا صالح، قال: حَدثنا عَلي، قال: سمعتُ يَحيَى يقول: حَديث عَمرو بن شُعَيب عِندَنا واه.
حدثنا مُحمد، قال: حَدثنا عَباس، قال: سمعتُ يَحيَى يقول: عَمرو بن شُعَيب كتاب، إِنما هو عَمرو بن شُعَيب بن مُحَمد بن عَبد الله بن عَمرو بن العاص، وهو يقول: أَبي، عن جَدّي، عن النَّبي ﷺ، فَمِن هاهُنا ضُعِّف، أو نَحو هَذا مِن الكَلامِ. [ضعفاء العقيلي (٤/ ٣١٢)].
• عَمْرو بن شُعَيْب بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ السَّهْمِي.
كنيته أبو إِبْرَاهِيم.
يروي عَن: أَبِيه، وَسَعِيد بن الْمسيب، وَطَاوُس.
روى عَنهُ: أَيُّوب، وَابْن جريج، وَالنَّاس.
وَأم عَمْرو بن شُعَيْب حَبِيبَة بنت مرّة بن عَمْرو بن عبد الله، وَأم شُعَيْب أم ولد، وَأم مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو بنت محمية بن جُزْء الزبيدِيّ.
وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم يحتجون بحَديثه، وَتَركه ابن الْقطَّان.
وَأما يحيى بن معِين فَمَرض القَوْل فِيهِ، سَمِعت الحَنْبَلِيّ يَقُول: أَحْمَد بن زُهَيْر يَقُول: سُئِلَ يحيى بن معِين عَن عَمْرو بن شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده؟ فَقَالَ: لَيْسَ بِذَاكَ.
قَالَ أبو حَاتِم: إِذا روى عَمْرو بن شُعَيْب عَن طَاوس وَابْن المسيب عَن الثِّقَات غير أَبِيه فَهُوَ ثِقَة، يجوز الاحْتِجَاج بِمَا يروي عَن هَؤُلَاءِ، وَإِذا روى عَن أَبِيه عَن جده فَفِيهِ مَنَاكِير كثيرة، لَا يجوز الاحْتِجَاج عِنْدِي بِشَيْء رَوَاهُ عَن أَبِيه عَن جده؛ لِأَن هَذَا الإِسْنَاد لَا يَخْلُو من أَن يكون مُرْسلاً أو مُنْقَطع؛ لِأَنَّهُ عَمْرو بن شُعَيْب بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو، فَإِذا روى عَن أَبِيه فأبوه شُعَيْب، وَإِذا روى عَن جده وَأَرَادَ عبد الله بن عَمْرو وجد شُعَيْب فَإِن شعيباً لم يلق عبد الله بن عَمْرو، وَالْخَبَر بنقله هَذَا مُنْقَطع، وَإِن أَرَادَ بقوله عَن جده جده الأَدْنَى فَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو، وَمُحَمّد بن عبد الله لَا صُحْبَة لَهُ، فَالْخَبَر بِهَذَا النَّقْل يكون مُرْسلاً، فَلَا تخلوا رِوَايَة عَمْرو بن شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده من أَن يكون مُرْسلاً أو مُنْقَطِعًاً، والمرسل والمنقطع من الأَخْبَار لَا يقوم بهَا حجَّة؛ لِأَن الله جلّ وَعلا لم يُكَلف عباده أَخذ الدَّين عَمَّن لَا يعرف، والمرسل والمنقطع لَيْسَ يخلو مِمَّن لَا يعرف، وَإِنَّمَا يلْزم العباد قبُول الدَّين الذِي هُوَ من جنس الأَخْبَار إِذا كَانَ من رِوَايَة العُدُول حَتَّى يرويهِ عدل عَن عدل الى رَسُول الله ﷺ مَوْصُولاً، وَقد كَانَ بعض شُيُوخنَا يَقُول: إِذا قَالَ عَمْرو بن شُعَيْب: عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الله بن عَمْرو، ويسميه فَهُوَ صَحِيح، وَقد استبرت مَا قَالَه فَلم أجد من رِوَايَة الثِّقَات المتقنين عَن عَمْرو فِيهِ ذكر السماع عَن جده عبد الله بن عَمْرو، وَإِنَّمَا ذَلِك شَيْء يَقُوله مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَبَعض الروَاة؛ ليعلم أَن جده اسْمه عبد الله بن عَمْرو، فأدرج فِي الإِسْنَاد، فَلَيْسَ الحكم عِنْدِي فِي
عَمْرو بن شُعَيْب الا مجانبة مَا روى عَن أَبِيه عَن جده والاحتجاج بِمَا روى عَن الثِّقَات غير أَبِيه، وَلَوْلَا كَرَاهَة التَّطْوِيل لذكرت من مَنَاكِير أخباره التِي رَوَاهُ عَن أَبِيه عَن جده أَشْيَاء يسْتَدلّ بهَا على وَهن هَذَا الإِسْنَاد، وَسَنذكر من ذَلِك جملا يسْتَدلّ من الحَدِيث صناعته على صِحَة مَا